الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5145 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي، في: (الكتاب الماضي).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص14 ، 15 ج18، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عامر بن سعد عن أبيه؛ أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ أقبل -ذات يوم- من العالية، حتى إذا مر بمسجد بني معاوية: دخل، [ ص: 289 ] فركع فيه ركعتين. وصلينا معه. ودعا ربه، طويلا. ثم انصرف إلينا، فقال، صلى الله عليه وسلم: "سألت ربي ثلاثا؛ فأعطاني: ثنتين. ومنعني: واحدة؛

                                                                                                                              سألت ربي: أن لا يهلك أمتي بالسنة، فأعطانيها.

                                                                                                                              وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق، فأعطانيها.

                                                                                                                              وسألته: أن لا يجعل بأسهم بينهم: فمنعنيها"
                                                                                                                              ).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عامر بن سعد عن أبيه؛ أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ أقبل -ذات يوم- من العالية، حتى إذا مر بمسجد بني معاوية: دخل، فركع فيه ركعتين. وصلينا معه. ودعا ربه، طويلا. ثم انصرف إلينا، فقال سألت ربي ثلاثا؛ فأعطاني: اثنين . ومنعني: واحدا؛

                                                                                                                              سألت ربي: أن لا يهلك أمتي بالسنة) أي: بالقحط العام،. (فأعطانيها.

                                                                                                                              وسألته: أن لا يهلك أمتي بالغرق، فأعطانيها.

                                                                                                                              [ ص: 290 ] وسألته: أن لا يجعل بأسهم بينهم: فمنعنيها).

                                                                                                                              قال النووي : هذا أيضا، من المعجزات الظاهرة. انتهى.

                                                                                                                              قلت: ويعلم ظهورها: بالرجوع إلى (كتاب الإذاعة: لما كان وما يكون بين يدي الساعة)، فإنه قد اشتمل على فتن مضت وانقضت، وكانت غالبها بأسا بينهم. وعلى أشراط تأتي وتظهر، يوما فيوما.

                                                                                                                              وفيه: أن هذه الأمة، لا تهلك على يد عدوها من أهل الكتابين وغيرهم: من عبدة غير الله أبدا. وإن زعم زاعم منهم: أنها ستهلك: بتدابيرهم التي اعتمدوا عليها، والعدة التي حشدوها لإهلاكهم: من المدافع والبنادق العظيمة، العجيبة الأفعال، الغريبة الأحوال، وما في معناها من آلات الحرب والضرب، وأدوات القتال والجدال، والأسلحة الجديدة الأوضاع، والأسلاك، والعجلات النارية، وغير ذلك. والله غالب على أمره وكان حقا علينا نصر المؤمنين ومن أصدق من الله قيلا .

                                                                                                                              فهذا الحديث: علم من أعلام النبوة. وقد وقع كما أخبر. وسيكون ما أخبر به، إن شاء الله تعالى، إلى يوم القيامة. لا يتخلف خبر من أخباره الصادقة أبدا.

                                                                                                                              [ ص: 291 ] ومن شك في شيء منها، ثابت على الوجه الصحيح، في دواوين السنة المطهرة: فقل له: يغسل يده من الإيمان، وليقع في أية فتنة شاء، من أنواع الافتتان.

                                                                                                                              والله هو الهادي، والمستعان.




                                                                                                                              الخدمات العلمية