الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5172 باب: الفتنة نحو المشرق

                                                                                                                              وذكره النووي ، في: (كتاب الفتن) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص32 ج18، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، وواصل بن عبد الأعلى، وأحمد بن عمر الوكيعي؛ -واللفظ لابن أبان- قالوا: حدثنا ابن فضيل عن أبيه؛ قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول: يا أهل العراق! ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة! سمعت أبي -عبد الله بن عمر- يقول: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ يقول: "إن الفتنة تجيء من هاهنا" -وأومأ بيده، نحو المشرق-، "من حيث يطلع قرنا الشيطان". وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض. وإنما قتل موسى: [ ص: 279 ] الذي قتل من آل فرعون، خطأ. فقال الله، عز وجل، له: وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا .

                                                                                                                              قال أحمد بن عمر -في روايته عن سالم-: لم يقل: سمعت ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن سالم بن عبد الله بن عمر) رضي الله عنه؛ (قال: يا أهل العراق! ما أسألكم عن الصغيرة، وأركبكم للكبيرة! سمعت أبي -عبد الله بن عمر- يقول: سمعت رسول الله، صلى الله، عليه) وآله (وسلم: يقول: "إن الفتنة تجيء من هاهنا" وأومى بيده نحو المشرق، "من حيث يطلع قرنا الشيطان").

                                                                                                                              زاد في -(كتاب الإيمان) في حديث: أبي مسعود: "في ربيعة ومضر"-: "وقرناه": جانبا رأسه.

                                                                                                                              وقيل: هما جمعاه اللذان يغريهما: بإضلال الناس.

                                                                                                                              وقيل: شيعتاه من الكفار.

                                                                                                                              [ ص: 280 ] والمراد بذلك: اختصاص المشرق، بمزيد من تسلط الشيطان، ومن الكفر. كما قال في الحديث الآخر: "رأس الكفر نحو المشرق".

                                                                                                                              قال النووي : وكان ذلك في عهده، صلى الله عليه وآله وسلم، حين قال ذلك. ويكون حين يخرج الدجال من المشرق. وهو فيما بين ذلك: منشأ الفتن العظيمة، ومثار الكفرة الترك، الغاشمة العاتية، الشديدة البأس. انتهى.

                                                                                                                              وللحديث: ألفاظ وطرق عند مسلم؛

                                                                                                                              منها: (عن ابن عمر؛ أن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم؛ قام عند باب "حفصة"، فقال -بيده نحو المشرق-: "الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان". قالها مرتين، أو ثلاثا).

                                                                                                                              وفي رواية: "قام عند باب عائشة".

                                                                                                                              وفي أخرى، بلفظ: (أن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال -وهو مستقبل المشرق-: "ها. إن الفتنة هاهنا. ها. إن الفتنة هاهنا، ها. إن الفتنة هاهنا: من حيث يطلع قرن الشيطان").

                                                                                                                              وفي رواية؛ (خرج رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: من بيت [ ص: 281 ] عائشة؛ قال: "رأس الكفر من هاهنا. من حيث يطلع قرن الشيطان". يعني: المشرق).

                                                                                                                              وفي أخرى؛ (يشير بيده نحو المشرق، ويقول: "ها إن الفتنة هاهنا" -ثلاثا- حيث يطلع قرن الشيطان").

                                                                                                                              (وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض. وإنما قتل موسى صلى الله عليه وسلم: الذي قتل من آل فرعون، خطأ. فقال الله، عز وجل له : وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا ).

                                                                                                                              فيه: أن قتل موسى عليه السلام: له كان خطأ، وقتلكم: قتل عمد. وهو في الإثم: أشد، وأفظع.




                                                                                                                              الخدمات العلمية