الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              580 [ ص: 115 ] (باب فضل المؤذنين).

                                                                                                                              وذكره النووي: في (فضل الأذان) إلخ.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 89-90 ج4 المطبعة المصرية.

                                                                                                                              [حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. ، حدثنا عبدة ، عن طلحة بن يحيى ، عن عمه قال: كنت عند معاوية بن أبي سفيان. فجاءه المؤذن يدعوه إلى الصلاة. فقال معاوية : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة". .

                                                                                                                              وحدثنيه إسحاق بن منصور. أخبرنا أبو عامر. ، حدثنا سفيان، ، عن طلحة بن يحيى، ، عن عيسى بن طلحة. قال: سمعت معاوية يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله]. .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح) .

                                                                                                                              ("عن عيسى بن طلحة" بن عبيد الله (قال: كنت عند معاوية ابن أبي سفيان) رضي الله عنه (فجاءه المؤذن، يدعوه إلى الصلاة. فقال معاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة") جمع "عنق".

                                                                                                                              [ ص: 116 ] معناه: أكثر الناس تشوفا إلى رحمة الله تعالى، لأن المتشوف يطيل "عنقه" إلى ما يتطلع إليه.

                                                                                                                              فمعناه: كثرة ما يرونه من الثواب.

                                                                                                                              وقال النضر بن شميل: إذا ألجم الناس العرق يوم القيامة. طالت أعناقهم، لئلا ينالهم ذلك الكرب، والعرق.

                                                                                                                              وقيل: معناه: أنهم سادة، ورؤساء، والعرب تصف السادة بطول العنق.

                                                                                                                              وقيل: معناه: أكثر أتباعا.

                                                                                                                              وقال ابن الأعرابي: معناه: أكثر الناس أعمالا.

                                                                                                                              قال عياض وغيره: ورواه بعضهم: "إعناقا" بكسر الهمزة. أي: "إسراعا" إلى الجنة، وهو من سير العنق.

                                                                                                                              قلت: والكل محتمل، ولا مانع من إرادة الجميع.




                                                                                                                              الخدمات العلمية