الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4756 باب في الوصية بالجار

                                                                                                                              وزاد النووي : (والإحسان إليه) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص176 ج16 المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عمرة ؛ أنها سمعت عائشة تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : "ما زال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه : ليورثنه" ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة رضي الله عنها ، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول : لا زال جبريل يوصيني بالجار) : مسلما كان أو كافرا ، عابدا كان أو فاسقا ، صديقا أو عدوا ، غريبا أو [ ص: 110 ] بلديا ، ضارا أو نافعا ، قريبا أو أجنبيا ، قريب الدار أو بعيدها .

                                                                                                                              (حتى ظننت أنه : ليورثنه) أي : أنه يأمرني عن الله بتوريث الجار من جاره . بأن يجعله مشاركا في المال مع الأقارب بسهم يعطاه .

                                                                                                                              وفي البخاري ، من حديث جابر ؛ بلفظ : "حتى ظننت أنه يجعل له ميراثا" .

                                                                                                                              وفي حديث جابر ، عند الطبراني ؛ رفعه : "الجيران ثلاثة : جار له حق" وهو المشرك : له حق الجوار ، وجار له حقان وهو المسلم له حق الجوار وحق الإسلام ، وجار له ثلاثة حقوق جار مسلم له رحم له حق الجوار والإسلام والرحم .

                                                                                                                              وبالجملة ؛ فيه الوصية بالجار ، وبيان عظم حقه ، وفضيلة الإحسان إليه .

                                                                                                                              ويحصل امتثال الوصية بإيصال ضروب الإحسان إليه بحسب الطاقة كالهدية ، والسلام وطلاقة الوجه عند لقائه ، وتفقد حاله ، ومعاونته فيما يحتاج إليه ، وكف أسباب الأذى عنه : على اختلاف أنواعه ؛ حسية كانت ، أو معنوية .




                                                                                                                              الخدمات العلمية