الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4563 (باب منه)

                                                                                                                              وذكره النووي، في (باب فضائل الأنصار).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 67 ج16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              عن أنس، أن النبي، صلى الله عليه وسلم: رأى صبيانا، ونساء: مقبلين من عرس، فقام نبي الله، صلى الله عليه وسلم، ممثلا، فقال: "اللهم! أنتم من أحب الناس إلي. اللهم! أنتم من أحب الناس إلي". يعني الأنصار).

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أنس، رضي الله عنه؛ أن النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم، رأى صبيانا ونساء مقبلين من عرس) بضم العين، (فقام نبي الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: ممثلا) بضم الميم الأولى، وإسكان الثانية، وبفتح الثاء وكسرها. كذا روي بالوجهين، وهما مشهوران.

                                                                                                                              قال عياض: جمهور الرواة: "بالفتح". قال: وصححه بعضهم.

                                                                                                                              قال: ولبعضهم -هنا وفي البخاري- بالكسر. ومعناه: "قائما منتصبا".

                                                                                                                              قال: وعند بعضهم: "مقبلا". وللبخاري في كتاب النكاح: [ ص: 654 ] "ممتنا" من المنة. أي متفضلا عليهم. قال: واختار بعضهم هذا، وضبطه بعض المتقنين: "ممتنا" بكسر التاء، وتخفيف النون. أي: قياما طويلا.

                                                                                                                              قال القاضي: والمختار: ما قدمناه عن الجمهور.

                                                                                                                              (فقال: "اللهم! أنتم من أحب الناس إلي. اللهم! أنتم من أحب الناس إلي" يعني: الأنصار) زاد في البخاري: "قالها ثلاث مرات" أي: مجموعكم أحب إلي من مجموعهم. فلا ينافيه أحبية أحد إليه، غير الأنصار؛ لأن الحكم للكل بشيء لا ينافي الحكم به لفرد من أفراده، فلا تعارض بينه وبين قوله: "أبو بكر" في جواب من قال: "من أحب الناس إليك؟ قال: أبو بكر".

                                                                                                                              وتقديم لفظ "اللهم": للتبرك، أو للاستشهاد بالله تعالى، في صدقه.

                                                                                                                              [ ص: 655 ]




                                                                                                                              الخدمات العلمية