الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4552 باب فضل أصحاب الشجرة، رضي الله عنهم

                                                                                                                              ونحوه في النووي. وزاد لفظة: (أهل بيعة الرضوان).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 57، 58 ج14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (حدثني هارون بن عبد الله، حدثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم؛ يقول -عند حفصة-: "لا يدخل النار -إن شاء الله- من أصحاب الشجرة: أحد -الذين بايعوا تحتها-" قالت: بلى، يا رسول الله! فانتهرها. فقالت حفصة: وإن منكم إلا واردها فقال: النبي، صلى الله عليه وسلم: قد قال الله، عز وجل: ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ").

                                                                                                                              [ ص: 639 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 639 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن أم مبشر؛ أنها سمعت النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ يقول -عند حفصة-: "لا يدخل النار -إن شاء الله تعالى- من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها).

                                                                                                                              قال العلماء: معناه: لا يدخلها أحد منهم، قطعا، كما صرح به في حديث "جابر": بلفظ: "أن عبدا لحاطب، جاء رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم؛ يشكو "حاطبا، فقال: يا رسول الله! ليدخلن حاطب النار. فقال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: "كذبت، لا يدخلها؛ فإنه شهد بدرا والحديبية".

                                                                                                                              وإنما قال هنا: "إن شاء الله": للتبرك، لا للشك.

                                                                                                                              (قالت: بلى، يا رسول الله! فانتهرها. فقالت حفصة: وإن منكم إلا واردها ) كان على ربك حتما مقضيا ).

                                                                                                                              (فقال النبي، صلى الله عليه) وآله (وسلم قد قال الله تعالى: ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ).

                                                                                                                              فيه: دليل للمناظرة، والاعتراض، والجواب على وجه [ ص: 640 ] الاسترشاد. وهو مقصود "حفصة" لا أنها أرادت رد مقالته، صلى الله عليه وآله وسلم.

                                                                                                                              والصحيح أن المراد بالورود في الآية: المرور على الصراط. وهو جسر منصوب على "متن جهنم" فيقع فيها أهلها، وينجو الآخرون. اللهم! اجعلنا من هذه الآخرين، واحشرنا في زمرة السلف الصالحين.

                                                                                                                              باب فضل من شهد بدرا




                                                                                                                              الخدمات العلمية