الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4470 [ ص: 385 ] (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (الباب المذكور) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 204 ج 15 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عائشة ، أنها كانت تلعب بالبنات، عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: وكانت تأتيني صواحبي، فكن ينقمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يسربهن إلي ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة ) زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، (رضي الله عنها؛ أنها كانت تلعب بالبنات) . وهي التماثيل ، التي تلعب بها الصبيات .

                                                                                                                              (عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) . قال عياض : فيه جواز اللعب بهن. قال : وهن مخصوصات من الصور المنهي عنها ، لهذا الحديث . ولما فيه : من تدريب النساء في صغرهن لأمر أنفسهن ، وبيوتهن ، وأولادهن .

                                                                                                                              قال : وقد أجاز العلماء : بيعهن وشراءهن .

                                                                                                                              [ ص: 386 ] وروي عن مالك : كراهة شرائهن . وهذا محمول على كراهة الاكتساب بها، وتنزيه ذوي المروءات ، عن تولي بيع ذلك ، لا كراهة اللعب . قال: ومذهب جمهور العلماء : جواز اللعب بهن . وقالت طائفة : هو منسوخ بالنهي عن الصور . انتهى .

                                                                                                                              (قالت : وكانت تأتيني صواحبي ، فكن ينقمعن) أي : يتغيبن حياء (من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهيبة. وقد يدخلن في بيت ونحوه . وهو قريب من الأول . .

                                                                                                                              (قالت : فكان رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلم ؛ يسربهن) بتشديد الراء . أي : يرسلهن (إلي) . وهذا من لطفه صلى الله عليه وآله وسلم ، وحسن معاشرته .

                                                                                                                              وفيه : فضيلة " عائشة " ، رضي الله عنها ، من حيث سكوته صلى الله عليه وآله وسلم : على هذا اللعب منها ، مع إرسال الصواحب إليها . وقد يسر الله تعالى لأجلها هذه اللعبة للأمة المرحومة . وما هي بأول بركة من بركات آل أبي بكر ، رضي الله عنه .




                                                                                                                              الخدمات العلمية