الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4435 باب في فضائل طلحة بن عبيد الله، رضي الله عنه

                                                                                                                              وقال النووي : (باب من فضائل طلحة والزبير) . انتهى .

                                                                                                                              قلت : "طلحة" : هو ابن عبيد الله بن عثمان بن عمير، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم : في مرة بن كعب ، ومع أبي بكر الصديق : في كعب بن سعد بن تيم. وكان يقال له : "طلحة الخير" و "طلحة الجود" .

                                                                                                                              وأمه : "الصعبة" بنت الحضرمي ، أخت العلاء . أسلمت ، وهاجرت ، وعاشت بعد ابنها قليلا . وقتل "طلحة" يوم الجمل ، سنة ست وثلاثين .

                                                                                                                              [ ص: 333 ] وذكر أن عليا لما وقف على مصرع طلحة بكى ، حتى أخضل لحيته بدموعه ، ثم قال : إني لأرجو أن أكون أنا وأنت ممن قال الله تعالى فيهم : ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين .

                                                                                                                              وقال عمر "في طلحة" : توفي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو عنه راض .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 188 ج 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي عثمان، قال: لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض تلك الأيام، التي قاتل فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم -: غير طلحة، وسعد: عن حديثهما .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي عثمان ، قال : لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : في بعض تلك الأيام) : أيام وقعة "أحد" (التي قاتل فيهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المشركين : (غير طلحة ، وسعد : عن حديثهما) أي : عن حديث طلحة ، وسعد. وهما حدثاني بذلك . والله أعلم .

                                                                                                                              [ ص: 334 ] فيه : فضيلة ظاهرة لطلحة ، في ثبات قدمه في المعركة ، مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وحراسته النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

                                                                                                                              وفي البخاري ، عن قيس بن أبي حازم ؛ "قال : رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم : قد شلت" بفتح المعجمة . وضمها خطأ ، أو قليل ، أو لغة رديئة .

                                                                                                                              يعني : لما أراد بعض المشركين : أن يضر به يوم أحد ، فوقاه صلى الله عليه وسلم بيده . "والشلل" نقص في الكف ، وبطلان لعملها .

                                                                                                                              وفي الترمذي : عن جابر بن عبد الله ؛ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ يقول : "من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض ، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله" .

                                                                                                                              وكان ممن أنزل الله تعالى فيه : فمنهم من قضى نحبه .

                                                                                                                              وعنده أيضا من حديث علي ؛ قال: سمعت أذني من في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ وهو يقول : "طلحة ، والزبير جاراي في الجنة" .




                                                                                                                              الخدمات العلمية