الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4411 [ ص: 306 ] (باب منه)

                                                                                                                              وذكره النووي ، في (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 166 ج 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي سلمة، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه كان يقول: "قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون. فإن يكن في أمتي منهم أحد: فإن عمر بن الخطاب منهم" قال ابن وهب: تفسير "محدثون" ملهمون) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              "المحدث" : بتشديد الدال المفتوحة . واختلف أهل العلم في تفسيره؛ فقال ابن وهب ما ذكر .

                                                                                                                              وقيل : مصيبون . وإذا ظنوا : فكأنهم حدثوا بشيء، فظنوا .

                                                                                                                              وقيل : تكلمهم الملائكة .

                                                                                                                              وجاء في رواية : "متكلمون" .

                                                                                                                              [ ص: 307 ] وفي حديث أبي هريرة ، عند البخاري ، يرفعه : "لقد كان فيمن كان قبلكم ، من بني إسرائيل : رجال يكلمون ، من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد؛ فعمر" .

                                                                                                                              "ويكلمون" بفتح اللام المشددة ، معناه : تكلمهم الملائكة . أو المعنى : يكلمون في أنفسهم ، وإن لم يروا متكلما في الحقيقة ، وحينئذ يرجع الكلام "إلى الإلهام" .

                                                                                                                              وإذا ثبت : أن هذا وجد في غير هذه الأمة المفضولة ، فوجوده في هذه الأمة الفاضلة أحرى .

                                                                                                                              وقيل : يلقى في روعهم الشيء، قبل الإعلام به ، فيكون كالذي حدثه غيره به .

                                                                                                                              وقال البخاري : "يجري الصواب على ألسنتهم" . يعني : من غير قصد .

                                                                                                                              وفي رواية : "ناس محدثون) . والمعاني متقاربة .

                                                                                                                              وفي هذا الحديث : إثبات كرامات الأولياء .

                                                                                                                              وإسناد هذا الحديث : مما استدركه الدارقطني على " مسلم " ، فقال : المشهور فيه : "عن أبي سلمة ، قال: بلغني أن رسول الله صلى [ ص: 308 ] الله عليه وآله وسلم ، قال : الخ" .

                                                                                                                              وأخرجه البخاري من هذا الطريق : عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة.

                                                                                                                              والله أعلم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية