الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4404 [ ص: 293 ] (باب منه)

                                                                                                                              وذكره النووي ، في (الباب المذكور) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 160 ج 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائم، إذ رأيت قدحا، أتيت به، فيه لبن، فشربت منه، حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: "العلم" ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ؛ عن رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلم ؛ أنه قال: بينا أنا نائم ، إذ رأيت قدحا أتيت به ، فيه لبن . فشربت منه ، حتى إني لأرى الري) بكسر الراء ، وتشديد الياء . (يجري في أظفاري) . ورؤية الري : على طريق الاستعارة . كأنه لما [ ص: 294 ] جعل الري جسما ، أضاف إليه ما هو من خواص الجسم ، وهو كونه مرئيا . قاله في الفتح .

                                                                                                                              (ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب . قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله ؟! قال: العلم) ، وذلك من جهة اشتراك "العلم واللبن" في كثرة النفع ؛ فاللبن للغذاء البدني . والعلم للغذاء المعنوي .

                                                                                                                              وعبارة النووي : اللبن : غذاء الأطفال ، وسبب صلاحهم ، وقوت للأبدان بعد ذلك . والعلم : سبب لصلاح الآخرة والدنيا . انتهى.

                                                                                                                              قلت : وفيه دلالة على كون عمر ذا علم . وهذا يرد على الرافضة في طعنهم إياه : بقلة العلم . وقد جمع "صاحب إزالة الخفاء" جزءا كاملا من فتاواه ، رضي الله عنه . كلها يدل على غاية علمه ، وسعة فهمه ، وتمام فقهه . فلحا الله هؤلاء المبتدعة؛ إلى أين ذهبت بهم تعصباتهم الفاسدة ، ومجازفاتهم الكاسدة ؟! عصمنا الله تعالى عن ذلك .




                                                                                                                              الخدمات العلمية