الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4397 باب استخلاف الصديق ، رضي الله عنه

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (باب فضائل أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 154 ج 15 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن ابن أبي مليكة سمعت عائشة وسئلت: من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلفه؟ قالت أبو بكر فقيل لها: ثم من بعد أبي بكر قالت: عمر ، ثم قيل لها: من بعد عمر قالت: أبو عبيدة بن الجراح ، ثم انتهت إلى هذا ) يعني : وقفت على "أبي عبيدة" .

                                                                                                                              [ ص: 285 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 285 ] (الشرح)

                                                                                                                              قال النووي : هذا دليل لأهل السنة : في تقديم أبي بكر ، ثم عمر : للخلافة . مع إجماع الصحابة . وفيه : دلالة لأهل السنة : أن خلافة "أبي بكر ليست بنص من النبي صلى الله عليه وآله وسلم : على خلافته صريحا . بل أجمعت الصحابة على عقد الخلافة له ، وتقديمه لفضيلته . ولو كان هناك نص عليه ، أو على غيره : لم تقع المنازعة من الأنصار، وغيرهم (أولا) . ولذكر حافظ النص ما معه ، ولرجعوا إليه . لكن تنازعوا أولا ، ولم يكن هناك نص ، ثم اتفقوا على أبي بكر ، واستقر الأمر .

                                                                                                                              قال: وأما ما تدعيه الشيعة ؛ من النص على علي ، والوصية إليه : فباطل لا أصل له : باتفاق المسلمين . والاتفاق على بطلان دعواهم : من زمن علي . فأول من كذبهم : علي رضي الله عنه ، بقوله : "ما عندنا : إلا ما في هذه الصحيفة" الحديث. ولو كان عنده نص لذكره . ولم ينقل أنه ذكره : في يوم من الأيام ، ولا أن أحدا ذكره له .

                                                                                                                              وأما الحديث الذي بعد هذا : "فائتي أبا بكر" ، فليس فيه نص على خلافته، وأمر بها . بل هو إخبار بالغيب ، الذي أعلمه الله تعالى [ ص: 286 ] به . والله أعلم . انتهى.

                                                                                                                              قلت : وكتاب (إزالة الخفاء ، عن خلافة الخلفاء) ، للشيخ أحمد ولي الله الدهلوي ، رحمه الله: جامع لأشتات هذا الباب ، وأدلته ، على وجه الصواب . ومسألة الخلافة ، قد قامت عليها القيامة ، من زمن أبي بكر إلى هذه الأعصار . وذهبت كل طائفة : إلى قول من الأقوال . واختار كل صاحب مذهب : مسلكا خاصا . والأمر أيسر من ذلك ، وأهون مما هنالك . هذا كتابنا (إكليل الكرامة ، في تبيان مقاصد الإمامة) انظر فيه تجده شافيا لأسقام الشكوك ، ومزيلا لعاهات الشبهات . ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا .




                                                                                                                              الخدمات العلمية