الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4304 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي، في (الباب المتقدم).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 88 جـ 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عائشة أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي؟ فقال أحيانا يأتيني في مثل صلصلة [ ص: 102 ] الجرس وهو أشده علي ثم يفصم عني وقد وعيته وأحيانا ملك في مثل صورة الرجل فأعي ما يقول ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة، رضي الله عنها)؛ أن الحارث بن هشام؛ سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: أحيانا. "الأحيان": الأزمان. ويقع على القليل والكثير.

                                                                                                                              (يأتيني في مثل صلصلة الجرس): بفتح الصادين، وهي: الصوت المتدارك.

                                                                                                                              قال الخطابي: معناه: أنه صوت يسمعه ولا يثبته، أول ما يقرع سمعه: حتى يفهمه من بعد ذلك.

                                                                                                                              قال العلماء: والحكمة في ذلك: أن يتفرغ سمعه، صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يبقى فيه، ولا في قلبه: مكان لغير صوت الملك.

                                                                                                                              (وهو أشده علي، ثم يفصم عني): بفتح الياء، وإسكان الفاء، وكسر الصاد. أي: يقلع، وينجلي: ما يتغشاني منه. قاله الخطابي.

                                                                                                                              قال العلماء: "الفصم": هو القطع، من غير إبانة. "والقصم" بالقاف: قطع، مع الإبانة والانفصال.

                                                                                                                              والمعنى: أن الملك يفارق، على أن يعود. ولا يفارقه مفارقة قاطع [ ص: 103 ] لا يعود. وروي هذا الحرف أيضا: بضم الياء، وفتح الصاد. على ما لم يسم فاعله. وروي بضم الياء، وكسر الصاد، على أنه: "أفصم يفصم" رباعي. وهو لغة قليلة. وهي من "أفصم المطر" إذا أقلع وكف.

                                                                                                                              (وقد وعيته). معنى "وعيت": جمعت، وفهمت، وحفظت. (وأحيانا ملك، في مثل صورة الرجل، فأعي). أي: أحفظ (ما يقول).

                                                                                                                              وذكر في هذا الحديث: حالين من أحوال الوحي، وهما: "مثل صلصلة الجرس، وتمثل الملك رجلا". ولم يذكر الرؤيا في النوم، (وهي من الوحي)؛ لأن مقصود السائل: بيان ما يختص به النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، ويخفي، فلا يعرف إلا من جهته. وأما الرؤيا فمشتركة معروفة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية