3726 باب: الرخصة في الجر غير المزفت

وذكره النووي في : ( الباب المتقدم) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 168 ج 13 المطبعة المصرية

[عن عبد الله بن عمرو، قال: لما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبيذ في الأوعية قالوا: ليس كل الناس يجد. فأرخص لهم في الجر غير المزفت].

[ ص: 492 ]

التالي السابق

الشرح

[ ص: 492 ] (الشَّرْحُ)

( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا . هَكَذَا هُوَ فِي النُّسَخِ الْمُعْتَمَدَةِ وَمُعْظَمُهَا : " ابْنُ عَمْرٍو " بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَبِوَاوٍ فِي الْخَطِّ . وَهُوَ ابْنُ الْعَاصِ .

وَفِي بَعْضِهَا : " ابْنُ عُمَرَ" بِضَمِّ الْعَيْنِ . وَهُوَ ابْنُ الْخَطَّابِ . ذَكَرَ عِيَاضٌ : أَنَّ نُسَخَهُمْ أَيْضًا اخْتَلَفَتْ فِيهِ ، وَأَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْغَسَّانِيَّ قَالَ : الْمَحْفُوظُ : " ابْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ". وَقَدْ ذَكَرَهُ الْحُمَيْدِيُّ " صَاحِبُ ابْنِ عُيَيْنَةَ " ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ؛ كِلَاهُمَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: فِي مُسْنَدِ " ابْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ". وَكَذَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ . وَكَذَا ذَكَرَهُ الْحُمَيْدِيُّ ، فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ ، وَنَسَبَهُ إِلَى رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ . وَكَذَا ذَكَرَهُ جُمْهُورُ الْمُحَدِّثِينَ . وَهُوَ الصَّحِيحُ . قَالَهُ النَّوَوِيُّ .

( قَالَ : لَمَّا نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ) وَآلِهِ (وَسَلَّمَ ، عَنِ النَّبِيذِ فِي الْأَوْعِيَةِ) هَكَذَا هُوَ فِي مُسْلِمٍ : " عَنِ النَّبِيذِ فِي الْأَوْعِيَةِ " . وَهُوَ الصَّوَابُ .

وَوَقَعَ فِي غَيْرِ مُسْلِمٍ : "عَنِ النَّبِيذِ فِي الْأَسْقِيَةِ " . وَكَذَا نَقَلَهُ الْحُمَيْدِيُّ ، فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ ؛ عَنْ رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ ؛ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ . قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : وَلَعَلَّهُ نَقْصٌ مِنْهُ . فَيَكُونُ : " عَنِ النَّبِيذِ إِلَّا فِي الْأَسْقِيَةِ " . قَالَ: وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَأَبِي [ ص: 493 ] بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو ؛ عَنْ سُفْيَانَ : "عَنِ النَّبِيذِ فِي الْأَوْعِيَةِ " .

( قَالُوا : لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ) . أَيْ : يَجِدُ أَسْقِيَةَ الْأَدَمِ .

( فَأَرْخَصَ لَهُمْ فِي الْجَرِّ غَيْرِ الْمُزَفَّتِ) . قَالَ : مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ رَخَّصَ فِيهِ أَوَّلًا ، ثُمَّ رَخَّصَ فِي جَمِيعِ الْأَوْعِيَةِ " فِي حَدِيثِ بُرَيْدَةَ وَغَيْرِهِ . انْتَهَى .

" وَالْجَرُّ " بِفَتْحِ الْجِيمِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ : جَمْعُ " جَرَّةٍ "، كَتَمْرٍ جَمْعُ " تَمْرَةٍ " . وَهُوَ بِمَعْنَى الْجِرَارِ . الْوَاحِدَةُ : "جَرَّةٌ " . وَيَدْخُلُ فِيهِ : جَمِيعُ أَنْوَاعِ الْجِرَارِ ؛ مِنَ الْحَنْتَمِ وَغَيْرِهِ .

وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ " عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ : مَا الْجَرُّ ؟ فَقَالَ : كُلُّ شَيْءٍ يُصْنَعُ مِنَ الْمَدَرِ " . فَهَذَا تَصْرِيحٌ : أَنَّ " الْجَرَّ" يَدْخُلُ فِيهِ : جَمِيعُ أَنْوَاعِ الْجِرَارِ الْمُتَّخِذَةِ مِنْ " الْمَدَرِ"، الَّذِي هُوَ التُّرَابُ وَالطِّينُ . يُقَالُ : مَدَرْتُ الْحَوْضَ أَمْدُرُهُ : إِذَا أَصْلَحْتُهُ بِالْمَدَرِ ، وَهُوَ الطِّينُ مِنَ التُّرَابِ .

[ ص: 492 ] (الشرح)

( عن عبد الله بن عمرو) رضي الله عنهما . هكذا هو في النسخ المعتمدة ومعظمها : " ابن عمرو " بفتح العين وبواو في الخط . وهو ابن العاص .

وفي بعضها : " ابن عمر" بضم العين . وهو ابن الخطاب . ذكر عياض : أن نسخهم أيضا اختلفت فيه ، وأن أبا علي الغساني قال : المحفوظ : " ابن عمرو بن العاص ". وقد ذكره الحميدي " صاحب ابن عيينة " ، وابن أبي شيبة ؛ كلاهما عن سفيان بن عيينة: في مسند " ابن عمرو بن العاص ". وكذا ذكره البخاري ، وأبو داود . وكذا ذكره الحميدي ، في الجمع بين الصحيحين ، ونسبه إلى رواية البخاري ومسلم . وكذا ذكره جمهور المحدثين . وهو الصحيح . قاله النووي .

( قال : لما نهى رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم ، عن النبيذ في الأوعية) هكذا هو في مسلم : " عن النبيذ في الأوعية " . وهو الصواب .

ووقع في غير مسلم : "عن النبيذ في الأسقية " . وكذا نقله الحميدي ، في الجمع بين الصحيحين ؛ عن رواية علي بن المديني ؛ عن سفيان بن عيينة . قال الحميدي : ولعله نقص منه . فيكون : " عن النبيذ إلا في الأسقية " . قال: وفي رواية عبد الله بن محمد ، وأبي [ ص: 493 ] بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن أبي عمرو ؛ عن سفيان : "عن النبيذ في الأوعية " .

( قالوا : ليس كل الناس يجد) . أي : يجد أسقية الأدم .

( فأرخص لهم في الجر غير المزفت) . قال : محمول على أنه رخص فيه أولا ، ثم رخص في جميع الأوعية " في حديث بريدة وغيره . انتهى .

" والجر " بفتح الجيم وتشديد الراء : جمع " جرة "، كتمر جمع " تمرة " . وهو بمعنى الجرار . الواحدة : "جرة " . ويدخل فيه : جميع أنواع الجرار ؛ من الحنتم وغيره .

وروى أبو داود " عن سعيد بن جبير : أنه قال لابن عباس : ما الجر ؟ فقال : كل شيء يصنع من المدر " . فهذا تصريح : أن " الجر" يدخل فيه : جميع أنواع الجرار المتخذة من " المدر"، الذي هو التراب والطين . يقال : مدرت الحوض أمدره : إذا أصلحته بالمدر ، وهو الطين من التراب .