الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2455 باب منه

                                                                                                                              وهو في النووي في الباب المتقدم.

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص156 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [(عن جابر بن سمرة ) رضي الله عنه ; (قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تعالى سمى المدينة طابة" . ) ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              فيه: استحباب تسميتها "طابة". وليس فيه: أنها لا تسمى بغيره. فقد سماها الله تعالى: "المدينة"، في مواضع من القرآن.

                                                                                                                              وسماها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "طيبة"، كما في حديث زيد بن ثابت عند مسلم، (إنها طيبة. يعني: المدينة ).

                                                                                                                              قال النووي: قال العلماء: لمدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسماء ;

                                                                                                                              [ ص: 73 ] "المدينة". قال تعالى: ما كان لأهل المدينة وقال: ومن أهل المدينة .

                                                                                                                              "وطابة". "وطيبة". "والدار".

                                                                                                                              أما الدار ; فلأمنها والاستقرار بها.

                                                                                                                              وأما طابة وطيبة ; فمن "الطيب". وهو الرائحة الحسنة. والطاب والطيب: لغتان.

                                                                                                                              وقيل: من (الطيب ) بفتح الطاء وتشديد الياء. وهو الظاهر، لخلوصها من الشرك وطهارتها.

                                                                                                                              وقيل: من طيب العيش بها.

                                                                                                                              وأما المدينة، ففيها قولان لأهل العربية ;

                                                                                                                              أحدهما: "وبه جزم قطرب، وابن فارس، وغيرهما": أنها مشتقة من "دان" إذا أطاع. والدين: الطاعة.

                                                                                                                              والثاني: أنها مشتقة من "مدن بالمكان"، إذا أقام به.

                                                                                                                              وجمع المدينة: "مدن"، "ومدن". بإسكان الدال وضمها. "ومدائن" بالهمز وتركه. والهمز أفصح. وبه جاء القرآن العزيز. انتهى.

                                                                                                                              [ ص: 74 ] وذكر لها أهل السير والتواريخ: أسماء كثيرة طيبة، أشرت إليها في كتابي: "رحلة الصديق، إلى البيت العتيق". فراجع.




                                                                                                                              الخدمات العلمية