الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2432 باب منه

                                                                                                                              وأورده النووي في: (باب فضل المدينة إلخ ). كما تقدم.

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص142 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [(عن أنس بن مالك ) رضي الله عنه ; قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم! اجعل بالمدينة: ضعفي ما بمكة من البركة" ). ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              هذا واحد من الأدعية الكثيرة، التي دعا بها للمدينة المنورة.

                                                                                                                              قال عياض: البركة هنا بمعنى: النمو والزيادة. وتكون بمعنى: الثبات واللزوم.

                                                                                                                              قال: فقيل: يحتمل أن تكون هذه البركة دينية ; [ ص: 53 ] وهي ما تتعلق بهذه المقادير، من حقوق الله تعالى في الزكاة والكفارات، فتكون بمعنى: الثبات والبقاء لها، كبقاء الحكم ببقاء الشريعة وثباتها.

                                                                                                                              ويحتمل: أن تكون دنيوية ;

                                                                                                                              من تكثير الكيل والقدر بهذه الأكيال، حتى يكفي منه ما لا يكفي من غيره، في غير المدينة.

                                                                                                                              أو ترجع البركة إلى التصرف بها: في التجارة وأرباحها، وإلى كثرة ما يكال بها من غلاتها وثمارها.

                                                                                                                              أو تكون الزيادة فيما يكال بها، لاتساع عيشهم وكثرته بعد ضيقه، لما فتح الله عليهم، ووسع من فضله لهم، وملكهم من بلاد الخصب والريف: بالشام والعراق ومصر وغيرها، حتى كثر الحمل إلى المدينة، واتسع عيشهم، حتى صارت هذه البركة في الكيل نفسه، فزاد مدهم، وصار هاشميا مثل مد النبي صلى الله عليه وآله وسلم: مرتين، أو مرة ونصفا.

                                                                                                                              وفي هذا كله ; ظهور إجابة دعوته صلى الله عليه وآله وسلم وقبولها. هذا آخر كلام القاضي.

                                                                                                                              قال النووي: والظاهر من هذا كله ; أن البركة في نفس المكيل في المدينة، بحيث يكفي المد فيها، لمن لا يكفيه في غيرها. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية