الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2054 [ ص: 247 ] باب منه

                                                                                                                              وأورده النووي في الباب المتقدم.

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 102 ج 8 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن الأسود قال: قالت عائشة رضي الله عنها: (كأني أنظر إلى وبيص المسك، في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (الوبيص): البريق واللمعان. (والمفرق) بفتح الميم وكسر الراء.

                                                                                                                              وهذا الحديث له طرق، وفي أكثرها: (وبيص الطيب) . وفي بعضها: (وهو يهل) . وفي آخر: (وهو يلبي) مكان: (وهو محرم) .

                                                                                                                              وفي أخرى: (قالت: كان إذا أراد أن يحرم، تطيب بأطيب ما يجد. ثم أرى وبيص الذي في رأسه ولحيته، بعد ذلك) .

                                                                                                                              وفي رواية: (كنت أطيب النبي -صلى الله عليه وسلم - قبل أن يحرم، ويوم النحر قبل أن يطوف بالبيت، بطيب فيه مسك) .

                                                                                                                              وتحريم الطيب على من قد صار محرما ، مجمع عليه. والأحاديث القاضية بتحريمه عليه، كثيرة ثابتة في الصحيحين وغيرهما.

                                                                                                                              [ ص: 248 ] وليس الخلاف إلا في استمرار المحرم على طيب، كان قد تطيب به قبل أن يحرم، ثم يغسله عنه عند الإحرام؛ كما تقدم آنفا.

                                                                                                                              وظاهر هذه الأحاديث: أنه يجوز الاستمرار عليه، ولا يجب غسله.

                                                                                                                              وإلى هذا ذهب الجمهور. وهو متفق عليه.

                                                                                                                              قال صاحب (السيل): والحاصل: أن الممنوع من الطيب، إنما هو ابتداؤه بعد الإحرام. لا استدامته والاستمرار عليه، إذا وقع قبل الإحرام.

                                                                                                                              قال: وقد حققت هذا البحث في شرحي (المنتقى) ، بما لا يحتاج الناظر فيه إلى زيادة عليه.




                                                                                                                              الخدمات العلمية