الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير

                                                                                                                                                                                                                                      الضمير في يتساءلون : لقريش.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: عن النبإ العظيم يعني: القرآن، عن مجاهد وقتادة، وعن قتادة أيضا: النبإ العظيم : البعث.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: الذي هم فيه مختلفون أي: منهم مصدق، ومنهم مكذب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: كلا سيعلمون أي: سيعلمون عاقبة القرآن، أو سيعلمون البعث أحق هو أم باطل؟

                                                                                                                                                                                                                                      و كلا : رد عليهم في إنكارهم البعث، أو تكذيبهم القرآن، فيوقف عليها، ويجوز أن تكون بمعنى: (حقا)، أو (ألا); فيبتدأ بها.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن: هو وعيد بعد وعيد.

                                                                                                                                                                                                                                      الضحاك: المعنى: كلا سيعلم الكفار، ثم كلا سيعلم المؤمنون.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ألم نجعل الأرض مهادا أي: فراشا.

                                                                                                                                                                                                                                      أي: والجبال أوتادا أوتادا للأرض.

                                                                                                                                                                                                                                      أي: وخلقناكم أزواجا أصنافا، وقيل: متآلفين.

                                                                                                                                                                                                                                      أي: وجعلنا نومكم سباتا راحة، وأصله: التمدد، يقال: (سبتت المرأة شعرها)، [ ص: 7 ] إذا حلته، وأرسلته، وقيل: أصل (السبات): قطع العمل للراحة، ومنه: (يوم السبت).

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم معنى وجعلنا الليل لباسا .

                                                                                                                                                                                                                                      وجعلنا النهار معاشا أي: متصرفا لطلب المعاش.

                                                                                                                                                                                                                                      وبنينا فوقكم سبعا شدادا يعني: السماوات.

                                                                                                                                                                                                                                      وجعلنا سراجا وهاجا أي: وقادا; يريد: الشمس.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس، ومجاهد: وهاجا : منيرا متلألئا.

                                                                                                                                                                                                                                      وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا : قال مجاهد، وقتادة: المعصرات : الرياح، وقاله ابن عباس، كأنها تعصر السحاب، وعن ابن عباس أيضا: أنها السحاب.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن، وغيره: هي السماوات.

                                                                                                                                                                                                                                      و (الثجاج): المنصب المتتابع، عن ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن زيد: (الثجاج): المطر الكثير.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {لنخرج به حبا ونباتا : (الحب): ما له قشر، و (النبات): الحشيش.

                                                                                                                                                                                                                                      وجنات ألفافا أي: بساتين ملتفة، عن ابن عباس وغيره، واحدها -في [ ص: 8 ] قول أبي عبيدة-: (لف)، وقيل: (لف)، وقيل: (لف)، و(لف): جمع (لفاء).

                                                                                                                                                                                                                                      الكسائي: واحدها: (لفيف).

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن يوم الفصل كان ميقاتا أي: وقتا لاجتماع الخلائق.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وفتحت السماء فكانت أبوابا أي: طرقا للملائكة، وقيل: تقطعت، فكانت قطعا كالأبواب، فانتصاب (الأبواب) على هذا التأويل بحذف الكاف، وقيل: التقدير: فكانت ذات أبواب; لأنها لا تصير كلها أبوابا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فكانت سرابا أي: لا شيء; كما أن السراب كذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن جهنم كانت مرصادا أي: ذات إرصاد، على النسب; أي: ترصد من يمر بها.

                                                                                                                                                                                                                                      للطاغين مآبا أي: مرجعا.

                                                                                                                                                                                                                                      لابثين فيها أحقابا : [قيل: المعنى: أحقابا لا انقضاء لها، فحذف; لعلم السامع، وقيل: المعنى: لابثين فيها أحقابا]، لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا، إلا حميما وغساقا، ثم يعذبون بعد ذلك بأنواع العذاب، فيكون {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا حالا من (الطاغين)، أو من {جهنم}، أو نعتا لـ (الأحقاب).

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عباس، وابن عمر: (الحقب): ثمانون سنة، وقاله أبو هريرة، قال: و (السنة): ثلاث مئة وستون يوما، كل يوم مثل الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 9 ] الحسن: (الحقب): سبعون ألف سنة.

                                                                                                                                                                                                                                      وروى أبو أمامة عن النبي عليه الصلاة والسلام: "إن الحقب الواحد ثلاثون ألف سنة".

                                                                                                                                                                                                                                      خالد بن معدان: هي في أهل التوحيد، ويرد هذا القول قوله: إنهم كانوا لا يرجون حسابا .

                                                                                                                                                                                                                                      مقاتل: هي منسوخة بقوله: فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ، وهذا بعيد; لأنه خبر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: لابثين في الأرض أحقابا; إذ قد تقدم ذكرها، ويكون الضمير في لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا لـ {جهنم}.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس: (البرد): برد الشراب، أبو عبيدة: النوم، وقيل: هو الراحة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: جزاء وفاقا} أي: موافقا لأعمالهم، عن ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 10 ] وقوله: إنهم كانوا لا يرجون حسابا أي: لا يخافون حسابا، عن قتادة، وقيل: معناه: لا يرجون ثواب حساب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وكل شيء أحصيناه كتابا أي: كتبناه كتابا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن للمتقين مفازا أي: موضع مفاز; أي: نجاة من النار.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد تقدم ذكر (الحدائق).

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وكواعب أترابا : تقدم ذكر (الأتراب)، و (الكواعب): معروفة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وكأسا دهاقا أي: ممتلئة، عن ابن عباس وغيره، عكرمة: صافية، مجاهد: متتابعة، وروي ذلك عن ابن عباس أيضا.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم معنى (اللغو).

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولا كذابا أي: لا يكذب بعضهم بعضا.

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة: المعنى: لا يسمعون فيها باطلا، ولا إثما.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: جزاء من ربك عطاء حسابا أي: كافيا، قتادة: كثيرا، مجاهد: حسابا لما عملوا.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 11 ] وقوله: لا يملكون منه خطابا أي: لا يقدر أحد من خلقه أن يكلمه يوم القيامة إلا أن يأذن له.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يوم يقوم الروح والملائكة صفا : قال ابن عباس، وابن مسعود: ملك عظيم يجيء صفا وحده.

                                                                                                                                                                                                                                      الشعبي، والضحاك: الروح : جبريل عليه السلام.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن: الروح : بنو آدم، وروي نحوه عن ابن عباس: أن أرواح بني آدم تقوم بين النفختين مع الملائكة قبل أن ترد إلى الأجساد.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن زيد: {الروح}: القرآن.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى وقال صوابا في قول ابن عباس: وقال: لا إله إلا الله.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: المعنى: قال حقا في الدنيا، وعمل به.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا أي: مرجعا، عن الثوري.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنا أنذرناكم عذابا قريبا يعني: عذاب الآخرة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يوم ينظر المرء ما قدمت يداه : قال الحسن: يعني: المؤمن، ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا : روي: أنه يقول ذلك إذا رأى البهائم صارت ترابا بعد القصاص.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية