: الإعراب
{عرفا} : منصوب على الحال من {والمرسلات} ؛ والمعنى : متتابعة ، ويجوز أن يكون النصب على تقدير حذف حرف الجر؛ كأنه قال : والمرسلات بالعرف ، والمراد : الملائكة ، أو الملائكة والرسل .
[ ص: 568 ] ومن قرأ : {فالملقيات} ؛ فهو كقوله : وإنك لتلقى القرآن [النمل : 6] ، ومن قرأ : {فالملقيات} ؛ فالمعنى : أن الملائكة تلقي الذكر إلى الأنبياء .
ومن ضم الذال من قوله : {عذرا} ؛ جاز أن يكون مصدرا بمعنى : الإعذار ، وجاز أن يكون جمع (عذور) ، أو (عاذر) ، فإن كان جمعا؛ فانتصابه على الحال من (الإلقاء) ، وإن كان مصدرا؛ جاز أن يكون بدلا من (الذكر) ، أو مفعولا لـ(الذكر) ، أو مفعولا له .
ومن ضم (النذر) ؛ جاز أن يكون مصدرا أيضا ، وجاز أن يكون جمع (نذير) ، و (نذير) بمعنى : (منذر) ، ومن أسكن؛ جاز أن يكون مخففا من (نذر) ، وجاز أن يكون إذا جعل مصدرا- أصله السكون؛ نحو : (حمدا) ، و (شكرا) .
ومن قرأ : {أقتت} ؛ بالتخفيف؛ فهو (فعلت) من الوقت ، ومنه : كتابا موقوتا [النساء : 103] .
ومن قرأ : {ووقتت} ؛ فهو (فوعلت) من الوقت أيضا؛ مثل : (عوهدت) ، [ ص: 569 ] ولو قلبت الواو همزة في هاتين القراءتين؛ لجاز .
وتقدم القول في {أقتت} ، و {أقتت} .
وجواب {إذا} في جميع ما تقدم محذوف .
ومن أسكن ثم نتبعهم الآخرين ؛ فعلى العطف على {نهلك} ؛ كما تقول : (ألم تزرني ثم أكرمك؟) ، والمراد به : أنه أهلك قوما بعد قوم ، على اختلاف أوقات المرسلين ، ثم استأنف بقوله : كذلك نفعل بالمجرمين ؛ يريد : من يهلك فيما بعد ، ويجوز أن يكون الإسكان تخفيفا من {نتبعهم} ؛ لتوالي الحركات .
ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا : (الكفات) عند الأخفش : جمع (كافتة) ، و {الأرض} يراد بها الجمع؛ فنعتت بالجمع .
وقوله : أحياء وأمواتا : يجوز أن يكون معمول (الكفات) ؛ كأنها تكفتهم أحياء على ظهرها ، وأمواتا في بطنها ، ويجوز أن يكون أحياء وأمواتا : حالين من {الأرض} ؛ أي : منها كذا ، ومنها كذا .
وتقدم القول في (القصر) ، و (القصر) ، و (الجمالات) ، و (الجمالات) ، [ ص: 570 ] و (الجمالة) .
هذا يوم لا ينطقون : الرفع على الابتداء والخبر ، ومن فتح الميم من {يوم} ؛ جاز أن يكون مبنيا؛ لإضافته إلى الفعل ، وموضعه رفع ، وهذا مذهب الكوفيين ، وجاز أن يكون في موضع نصب؛ على أن تكون الإشارة إلى غير (اليوم) ، وهذا مذهب البصريين؛ لأنه إنما يبنى عندهم إذا أضيف إلى مبني ، والفعل ههنا معرب .
* * *
هذه
وعددها : خمس وأربعون آية بغير اختلاف . السورة مكية ، قال ابن مسعود : نزلت ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم بحراء .
* * *