الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب :

                                                                                                                                                                                                                                      {عرفا} : منصوب على الحال من {والمرسلات} ؛ والمعنى : متتابعة ، ويجوز أن يكون النصب على تقدير حذف حرف الجر؛ كأنه قال : والمرسلات بالعرف ، والمراد : الملائكة ، أو الملائكة والرسل .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 568 ] ومن قرأ : {فالملقيات} ؛ فهو كقوله : وإنك لتلقى القرآن [النمل : 6] ، ومن قرأ : {فالملقيات} ؛ فالمعنى : أن الملائكة تلقي الذكر إلى الأنبياء .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن ضم الذال من قوله : {عذرا} ؛ جاز أن يكون مصدرا بمعنى : الإعذار ، وجاز أن يكون جمع (عذور) ، أو (عاذر) ، فإن كان جمعا؛ فانتصابه على الحال من (الإلقاء) ، وإن كان مصدرا؛ جاز أن يكون بدلا من (الذكر) ، أو مفعولا لـ(الذكر) ، أو مفعولا له .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن ضم (النذر) ؛ جاز أن يكون مصدرا أيضا ، وجاز أن يكون جمع (نذير) ، و (نذير) بمعنى : (منذر) ، ومن أسكن؛ جاز أن يكون مخففا من (نذر) ، وجاز أن يكون إذا جعل مصدرا- أصله السكون؛ نحو : (حمدا) ، و (شكرا) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {أقتت} ؛ بالتخفيف؛ فهو (فعلت) من الوقت ، ومنه : كتابا موقوتا [النساء : 103] .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {ووقتت} ؛ فهو (فوعلت) من الوقت أيضا؛ مثل : (عوهدت) ، [ ص: 569 ] ولو قلبت الواو همزة في هاتين القراءتين؛ لجاز .

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في {أقتت} ، و {أقتت} .

                                                                                                                                                                                                                                      وجواب {إذا} في جميع ما تقدم محذوف .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن أسكن ثم نتبعهم الآخرين ؛ فعلى العطف على {نهلك} ؛ كما تقول : (ألم تزرني ثم أكرمك؟) ، والمراد به : أنه أهلك قوما بعد قوم ، على اختلاف أوقات المرسلين ، ثم استأنف بقوله : كذلك نفعل بالمجرمين ؛ يريد : من يهلك فيما بعد ، ويجوز أن يكون الإسكان تخفيفا من {نتبعهم} ؛ لتوالي الحركات .

                                                                                                                                                                                                                                      ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا : (الكفات) عند الأخفش : جمع (كافتة) ، و {الأرض} يراد بها الجمع؛ فنعتت بالجمع .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : أحياء وأمواتا : يجوز أن يكون معمول (الكفات) ؛ كأنها تكفتهم أحياء على ظهرها ، وأمواتا في بطنها ، ويجوز أن يكون أحياء وأمواتا : حالين من {الأرض} ؛ أي : منها كذا ، ومنها كذا .

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في (القصر) ، و (القصر) ، و (الجمالات) ، و (الجمالات) ، [ ص: 570 ] و (الجمالة) .

                                                                                                                                                                                                                                      هذا يوم لا ينطقون : الرفع على الابتداء والخبر ، ومن فتح الميم من {يوم} ؛ جاز أن يكون مبنيا؛ لإضافته إلى الفعل ، وموضعه رفع ، وهذا مذهب الكوفيين ، وجاز أن يكون في موضع نصب؛ على أن تكون الإشارة إلى غير (اليوم) ، وهذا مذهب البصريين؛ لأنه إنما يبنى عندهم إذا أضيف إلى مبني ، والفعل ههنا معرب .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية ، قال ابن مسعود : نزلت ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم بحراء .

                                                                                                                                                                                                                                      وعددها : خمس وأربعون آية بغير اختلاف .


                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية