التفسير :
ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت أي : من اختلاف ، ولا تباين؛ أي : كله بما ترى فيه من أثر الصنعة دال على خالقه وإن اختلفت صوره وصفاته ، وقيل : المراد بذلك : السماوات خاصة . قوله تعالى :
وقوله : فارجع البصر هل ترى من فطور [أي : من شقوق] .
ثم ارجع البصر كرتين أي : ردده مرة بعد مرة ، ينقلب إليك البصر خاسئا أي : صاغرا متباعدا عن أن يرى شيئا من ذلك ، وهو حسير أي : قد بلغ غاية الإعياء .
والمراد بـ {كرتين} ههنا : التكثير ، والدليل على ذلك قوله : ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير [ ص: 442 ] وذلك دليل على كثرة النظر .
وقوله : إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا أي : صوتا شديدا ، وهي تفور أي : تغلي كالقدر .
وقوله : تكاد تميز من الغيظ أي : على أعداء الله عز وجل .
ابن زيد : معنى : {تميز} : تتفرق غضبا .
وقوله : إن أنتم إلا في ضلال كبير : هذا قول خزنة جهنم لأهلها .
وقوله : فسحقا لأصحاب السعير أي : بعدا لهم .
وقوله : ألا يعلم من خلق : يجوز أن تكون {من} لله عز وجل؛ والمعنى : ألا يعلم الخالق خلقه؟ ويجوز أن تكون للمخلوقين؛ والمعنى : ألا يعلم الله من خلق؟
وقوله : هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا أي : سهلة متذللة تستقرون عليها .
فامشوا في مناكبها أي : في جبالها ، عن . ابن عباس
: في أطرافها ، وعنه أيضا : في طرقها وفجاجها . مجاهد
وقوله : أأمنتم من في السماء أي : أأمنتم الله الذي في السماء .
وقوله : فإذا هي تمور أي : تذهب وتجيء .
وقوله : أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن أي : صافات أجنحتهن ، ويقبضنها .
[ ص: 443 ] وقوله : بل لجوا في عتو ونفور أي : تمادوا في طغيان واستكبار عن الحق .
وقوله : أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم : هذا مثل للمؤمن والكافر ، قال : هو في الدنيا ، وقال ابن عباس : هو يوم القيامة ، يمشي الكافر فيه على وجهه . قتادة
، مجاهد : الذي يمشي مكبا على وجهه الأعمى . والضحاك
وقيل : إنها نزلت في رضي الله عنه ، وفي حمزة بن عبد المطلب أبي جهل لعنه الله .
وقوله : فلما رأوه زلفة : قال : أي : لما رأوا عملهم السيئ قريبا ، ابن عباس قتادة : فلما رأوا العذاب قريبا ، وقيل : لما رأوا الحشر ، ودل عليه {تحشرون} . والضحاك
وقوله : سيئت وجوه الذين كفروا أي : فعل بها السوء .
وقيل هذا الذي كنتم به تدعون يعني : قولهم : فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم [الأنفال : 32] ، وقولهم : عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب [ص : 16] ، عن ، قتادة ، وقيل : المعنى : يدعو بعضكم بعضا إلى التكذيب . والضحاك
[ ص: 444 ] وقوله : قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا الآية : أي : أرأيتم إن متنا أو رحمنا ، فأخرت آجالنا ، من يجيركم من عذاب الله؟ فلا حاجة بكم إلى التربص بنا ، ولا إلى استعجال قيام الساعة .
وقوله : قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا أي : ذا غور ، وقيل : هو بمعنى غائر .
وقوله : فمن يأتيكم بماء معين أي : ظاهر ، عن ، أي : تراه العيون ، فهو (مفعول) ، وقيل : هو من (معن الماء) ؛ إذا كثر ، فهو على هذا (فعيل) ، وعن ابن عباس أيضا المعنى : فمن يأتيكم بماء عذب؟ ابن عباس
، قتادة : (المعين) : الماء الجاري ، والغور : الذاهب . والضحاك