التفسير :
هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم : (الأميون) : الذين لا يكتبون ، وكذلك كانت قريش ، وقد تقدم معنى (الأمي) .
وقوله : وآخرين منهم لما يلحقوا بهم : قال : هم التابعون . عكرمة
[ ص: 406 ] : هم العجم ، وعن النبي عليه الصلاة والسلام : "أنهم الفرس" . ابن جبير
: هم الناس كلهم؛ يعني : من بعد العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم . مجاهد
وقوله : مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها أي : لم يعملوا بما فيها؛ كمثل الحمار يحمل أسفارا أي : يحملها على ظهره ، ولا يعلم ما فيها ، وهذا . تنبيه من الله عز وجل لمن حمل الكتاب أن يتعلم معانيه ، ويعمل بما فيه
وقوله : وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها الآية :
نزلت هذه الآية بسبب عير جاء بها ، والنبي عليه الصلاة والسلام يخطب ، وكانت العير إذا جاءت بالطعام؛ ضرب الطبل ، فخرج كل من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا اثني عشر رجلا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دحية الكلبي والمعنى : وإذا رأوا تجارة؛ انفضوا إليها ، وإذا رأوا لهوا؛ انفضوا إليه ، فحذف؛ لدلالة المعنى عليه ، و (اللهو) ههنا : الطبل . "لو تبع آخرهم أولهم؛ لاضطرم عليهم الوادي نارا"؛