الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 195 ] وقوله: ولا تنابزوا بالألقاب : (النبز) : اللقب الثابت، و (المنابزة) : الإذاعة، والإشاعة.

                                                                                                                                                                                                                                      الطبري: (النبز) و(اللقب) واحد.

                                                                                                                                                                                                                                      ويروى: أن هذا نزل في بني سلمة، وكانوا كثيري الألقاب.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن ومجاهد: كان الرجل يعير بعد إسلامه بكفره، فنزلت.

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة: هو الرجل يقول للرجل: يا فاسق، يا منافق.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان أي: بئس أن يسمى الرجل كافرا أو زانيا بعد إسلامه وتوبته، قال ابن زيد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: أن من لقب أخاه، أو سخر منه؛ فهو فاسق، وبئس الاسم الفسوق بعد الإيمان.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا :

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عباس: (الشعوب) : الجمهور من مصر، و(القبائل) : الأفخاذ.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: (الشعوب) : البعيد من النسب، و(القبائل) : دون ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: (الشعوب) : الموالي، و(القبائل) : العرب.

                                                                                                                                                                                                                                      وواحد (الشعوب) : (شعب) ، قال ابن عباس: لأنه يتشعب ويتفرق.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 196 ] ومعنى {لتعارفوا} : ليعرف بعضكم بعضا بنسبه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن أكرمكم عند الله أتقاكم : روي: أن بلالا أذن يوم الفتح على ظهر البيت، فقالت قريش: عز على فلان أن يؤذن هذا العبد فوق الكعبة، فنزلت الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا : هذه الآية خاصة لبعض الأعراب؛ لأن منهم من يؤمن بالله واليوم الآخر؛ كما وصف الله عز وجل.

                                                                                                                                                                                                                                      وروي: أنها نزلت في أعراب من بني أسد؛ وهم المؤلفة قلوبهم، أسلموا خوف القتل غير محقين، فكشف الله اعتقادهم.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس: نزلت في أعراب أرادوا أن يتسموا باسم الهجرة قبل أن يهاجروا، فأعلم الله تعالى أن لهم أسماء الأعراب، لا أسماء المهاجرين.

                                                                                                                                                                                                                                      فمعنى ولكن قولوا أسلمنا أي: استسلمنا خوف القتل، وهذه صفة المنافقين؛ لأنهم أسلموا في ظاهر أمرهم، ولم تؤمن قلوبهم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 197 ] وقوله: لا يلتكم من أعمالكم شيئا أي: لا ينقصكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم : قال الحسن: نزلت في حي قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أسلمنا، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: نزلت في قوم بني أسد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: نزلت في الأنصار حين تكلمت في تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجرين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية