الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب :

                                                                                                                                                                                                                                      من قرأ : {تعزروه} ؛ فمعناه : تمنعوه ، وتمنعوا دينه ، و {تعزروه} : قد تقدم القول فيه ، وهما متقاربان .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 181 ] ومن ضم الضاد من قوله : {ضرا} ؛ فـ (الضر ) بالضم : سوء الحال ، وبالفتح : ضد النفع ، وقيل : هما لغتان بمعنى .

                                                                                                                                                                                                                                      و (الكلم ) : جمع (كلمة ) ، و (الكلام ) : ما استقل برأسه من الجمل ، وهما يرجعان إلى معنى .

                                                                                                                                                                                                                                      تقاتلونهم أو يسلمون : قال الزجاج : ارتفع على الاستئناف ؛ التقدير : أو هم يسلمون .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : التقدير : تقاتلونهم إلا أن يسلموا .

                                                                                                                                                                                                                                      الكسائي : هو عطف على {تقاتلونهم} .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرى لم تقدروا عليها معطوفة على {مغانم} ؛ التقدير : وعدكم الله ملك مغانم وملك أخرى ؛ لأن الوعد لا يقع على الجثث .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : والهدي معكوفا أن يبلغ محله : {الهدي} : معطوف على الكاف والميم [ ص: 182 ] من {صدوكم} ، و {معكوفا} : حال ، وموضع {أن} من قوله : أن يبلغ محله نصب ؛ على تقدير [الحمل على {صدوكم} ؛ أي : صدوكم ، وصدوا الهدي ] عن أن يبلغ محله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ويجوز أن يكون مفعولا له ؛ كأنه قال : وصدوا الهدي كراهة أن يبلغ محله ] .

                                                                                                                                                                                                                                      أبو علي : لا يصح حمله على (العكف ) ؛ لأنا لا نعلم (عكف ) جاء متعديا ، [ومجيء {معكوفا} في الآية يجوز أن يكون محمولا على المعنى ؛ كأنه لما كان (حبسا ) ؛ حمل المعنى على ذلك ؛ كما حمل {الرفث} [البقرة : 187 ] على معنى : الإفضاء ، فعدي بـ {إلى} ، فإن حمل على ذلك ؛ كان موضع {أن} نصبا على قياس قول سيبويه ، وجرا على قياس قول الخليل ، أو تكون مفعولا له ؛ كأنه : محبوسا كراهة أن يبلغ محله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 183 ] ويجوز تقدير الجر في {أن} ] ؛ [على تقدير : عن أن ] ؛ [لأن (عن ) قد تقدمت ؛ فكأنه قال : وصدوكم عن المسجد الحرام ، وصدوا الهدي عن أن يبلغ محله ] ، ومثله ما حكاه سيبويه عن يونس : (مررت برجل إن زيد ، وإن عمرو ) ، فأضمر الجار ؛ لتقدم ذكره .

                                                                                                                                                                                                                                      و {أن} من قوله : أن تطئوهم يجوز أن تكون رفعا على البدل من {رجال} و {نساء} ؛ كأنه قال : ولولا وطؤكم رجالا مؤمنين ، ونساء مؤمنات .

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون نصبا على البدل من الهاء والميم في {تعلموهم} ؛ فيكون التقدير : لم تعلموا وطأهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وهو في الوجهين بدل اشتمال ، و لم تعلموهم نعت لـ {رجال} و {نساء} ، وجواب {لولا} محذوف ؛ كما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                                      واللام من ليدخل الله متعلقة بمحذوف ، وقد تقدم ذكر ذلك ، ويجوز أن تتعلق بـ(الإيمان ) ، ولا يحمل (مؤمنين ) دون [ {مؤمنات} ، ولا على [ ص: 184 ] [ {مؤمنات} دون ] (مؤمنين ) ؛ لأن الجميع يدخلون في الرحمة ، ولا يجوز أن يعملا جميعا في اللام ؛ لأنه لا يعمل عاملان في معمول واحد ، لكن يكون التقدير : ولولا ناس آمنوا ؛ ليدخل الله في رحمته من يشاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وينبغي على قياس قول سيبويه أن يضمر (منهم ) ؛ فيكون التقدير : ليدخل الله في رحمته من يشاء منهم .

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز على قياس قول الأخفش ألا يضمر شيء ؛ لأن المعنى : ولولا رجال مؤمنون ، ونساء مؤمنات ؛ ليدخلهم الله في رحمته .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {تزايلوا} ؛ فهو مثل : {تزيلوا} في المعنى ، و {تزيلوا} : (تفعلوا ) من (زلت ) ، وقيل : هو (تفيعلوا ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : إذ جعل الذين كفروا : العامل في {إذ} قوله : {لعذبنا} ، أو فعل مضمر .

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في قوله : محمد رسول الله ، و ذلك مثلهم في التوراة .

                                                                                                                                                                                                                                      والقراءات المذكورة في {شطئه} لغات بمعنى .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 185 ] وقوله : {فئازره} ، و {فأزره} : لغتان بمعنى ، وهما : (أفعله ) ، و (فعله ) .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية