: الإعراب
من قرأ : {تعزروه} ؛ فمعناه : تمنعوه ، وتمنعوا دينه ، و {تعزروه} : قد تقدم القول فيه ، وهما متقاربان .
[ ص: 181 ] ومن ضم الضاد من قوله : {ضرا} ؛ فـ (الضر ) بالضم : سوء الحال ، وبالفتح : ضد النفع ، وقيل : هما لغتان بمعنى .
و (الكلم ) : جمع (كلمة ) ، و (الكلام ) : ما استقل برأسه من الجمل ، وهما يرجعان إلى معنى .
تقاتلونهم أو يسلمون : قال : ارتفع على الاستئناف ؛ التقدير : أو هم يسلمون . الزجاج
وقيل : التقدير : تقاتلونهم إلا أن يسلموا .
: هو عطف على {تقاتلونهم} . الكسائي
وأخرى لم تقدروا عليها معطوفة على {مغانم} ؛ التقدير : وعدكم الله ملك مغانم وملك أخرى ؛ لأن الوعد لا يقع على الجثث .
وقوله : والهدي معكوفا أن يبلغ محله : {الهدي} : معطوف على الكاف والميم [ ص: 182 ] من {صدوكم} ، و {معكوفا} : حال ، وموضع {أن} من قوله : أن يبلغ محله نصب ؛ على تقدير [الحمل على {صدوكم} ؛ أي : صدوكم ، وصدوا الهدي ] عن أن يبلغ محله .
[ويجوز أن يكون مفعولا له ؛ كأنه قال : وصدوا الهدي كراهة أن يبلغ محله ] .
أبو علي : لا يصح حمله على (العكف ) ؛ لأنا لا نعلم (عكف ) جاء متعديا ، [ومجيء {معكوفا} في الآية يجوز أن يكون محمولا على المعنى ؛ كأنه لما كان (حبسا ) ؛ حمل المعنى على ذلك ؛ كما حمل {الرفث} [البقرة : 187 ] على معنى : الإفضاء ، فعدي بـ {إلى} ، فإن حمل على ذلك ؛ كان موضع {أن} نصبا على قياس قول ، وجرا على قياس قول سيبويه الخليل ، أو تكون مفعولا له ؛ كأنه : محبوسا كراهة أن يبلغ محله .
[ ص: 183 ] ويجوز تقدير الجر في {أن} ] ؛ [على تقدير : عن أن ] ؛ [لأن (عن ) قد تقدمت ؛ فكأنه قال : وصدوكم عن المسجد الحرام ، وصدوا الهدي عن أن يبلغ محله ] ، ومثله ما حكاه سيبويه عن يونس : (مررت برجل إن زيد ، وإن عمرو ) ، فأضمر الجار ؛ لتقدم ذكره .
و {أن} من قوله : أن تطئوهم يجوز أن تكون رفعا على البدل من {رجال} و {نساء} ؛ كأنه قال : ولولا وطؤكم رجالا مؤمنين ، ونساء مؤمنات .
ويجوز أن يكون نصبا على البدل من الهاء والميم في {تعلموهم} ؛ فيكون التقدير : لم تعلموا وطأهم .
وهو في الوجهين بدل اشتمال ، و لم تعلموهم نعت لـ {رجال} و {نساء} ، وجواب {لولا} محذوف ؛ كما تقدم .
واللام من ليدخل الله متعلقة بمحذوف ، وقد تقدم ذكر ذلك ، ويجوز أن تتعلق بـ(الإيمان ) ، ولا يحمل (مؤمنين ) دون [ {مؤمنات} ، ولا على [ ص: 184 ] [ {مؤمنات} دون ] (مؤمنين ) ؛ لأن الجميع يدخلون في الرحمة ، ولا يجوز أن يعملا جميعا في اللام ؛ لأنه لا يعمل عاملان في معمول واحد ، لكن يكون التقدير : ولولا ناس آمنوا ؛ ليدخل الله في رحمته من يشاء .
وينبغي على قياس قول أن يضمر (منهم ) ؛ فيكون التقدير : ليدخل الله في رحمته من يشاء منهم . سيبويه
ويجوز على قياس قول ألا يضمر شيء ؛ لأن المعنى : ولولا رجال مؤمنون ، ونساء مؤمنات ؛ ليدخلهم الله في رحمته . الأخفش
ومن قرأ : {تزايلوا} ؛ فهو مثل : {تزيلوا} في المعنى ، و {تزيلوا} : (تفعلوا ) من (زلت ) ، وقيل : هو (تفيعلوا ) .
وقوله : إذ جعل الذين كفروا : العامل في {إذ} قوله : {لعذبنا} ، أو فعل مضمر .
وتقدم القول في قوله : محمد رسول الله ، و ذلك مثلهم في التوراة .
والقراءات المذكورة في {شطئه} لغات بمعنى .
[ ص: 185 ] وقوله : {فئازره} ، و {فأزره} : لغتان بمعنى ، وهما : (أفعله ) ، و (فعله ) .
* * *