الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب :

                                                                                                                                                                                                                                      فضرب الرقاب : مصدر .

                                                                                                                                                                                                                                      فتعسا لهم : دخلت الفاء للإبهام في {الذين} ، وجاء أضل أعمالهم على الخبر ؛ حملا على لفظ {الذين} ؛ لأنه خبر في اللفظ ، فدخول الفاء حملا على المعنى ، و {أضل} حملا على اللفظ ، ونصب قوله : {فتعسا} على المصدر .

                                                                                                                                                                                                                                      {أسن} مقصور : اسم الفاعل من (أسن يأسن ) ، الأخفش : {أسن} : للحال ، و {ءاسن} : مثل (فاعل ) ، يراد به الاستقبال .

                                                                                                                                                                                                                                      والمد في {ءانفا} هو المعروف ، ومن قصر ؛ فكأنه شبهه بـ(حذر ، وحاذر ) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 163 ] أن تأتيهم بغتة : {أن} : بدل اشتمال من {الساعة} ، ومن قرأ : {إن تأتهم} ؛ كان الوقف على {الساعة} ، ثم استأنف الشرط ، وما يحتمله الكلام من الشك مردود إلى الخلق ؛ كأنه قال : إن شكوا في مجيئها ؛ فقد جاء أشراطها .

                                                                                                                                                                                                                                      فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم : {ذكراهم} : ابتداء ، و (أنى لهم ) : الخبر ، والضمير المرفوع في {جاءتهم} لـ(الساعة ) ؛ التقدير : فمن أين لهم التذكر إذا جاءتهم الساعة ؟

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {وأملي لهم ؛ [فالفاعل اسم الله عز وجل ، وقيل : هو الشيطان ؛ على معنى : أنه مد لهم في الأمل ، وغرهم .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {وأملي لهم} ] ؛ فالمعنى : الشيطان سول لهم ، ثم أخبر الله تعالى عن نفسه ، فقال : وأنا أملي لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن كسر الهمزة من {أسرارهم} ؛ فهو مصدر (أسر ) ، ومن فتح ؛ فهو جمع (سر ) ، جمع ؛ لاختلاف ضروب السر .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن أسكن الواو من ونبلو أخباركم ؛ قطعه مما قبله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 164 ] ومن قرأ : {وتدعوا إلى السلم} ؛ فمعناه : تنتسبوا إليه ، وتحملوا أنفسكم عليه ، و {تدعوا} : من الدعاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في {السلم} ، و {السلم} .

                                                                                                                                                                                                                                      وجزم ويخرج أضغانكم عطف على ما تقدم ، والرفع على القطع والاستئناف .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مدنية ، وعددها في المدنيين ، والمكي والشامي : تسع وثلاثون آية ، وفي الكوفي : ثمان وثلاثون ، وفي البصري : أربعون .

                                                                                                                                                                                                                                      اختلف منها في آيتين :

                                                                                                                                                                                                                                      حتى تضع الحرب أوزارها [4 ] : الجماعة سوى الكوفي .

                                                                                                                                                                                                                                      لذة للشاربين [15 ] : بصري .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية