وقوله : والذين اهتدوا زادهم هدى أي : زادهم الله هدى ، وقيل : المعنى : زادهم النبي صلى الله عليه وسلم هدى ، وقيل : زادهم نزول الناسخ هدى .
وآتاهم تقواهم أي : ألهمهم إياها ، وقيل : المعنى : وآتاهم ثواب تقواهم .
وقوله : فقد جاء أشراطها أي : علاماتها .
وقوله : فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم أي : فمن أين لهم إذا جاءتهم الساعة منفعة الذكرى .
وقوله : فاعلم أنه لا إله إلا الله الآية : هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد به : الأمة ، وهذه الآية توجب . استغفار الإنسان لجميع المسلمين
وقوله : والله يعلم متقلبكم ومثواكم أي : يعلم أعمالكم في تصرفكم وإقامتكم ، وقيل : المعنى : يعلم متقلبكم في الدنيا ، ومثواكم في الآخرة .
[ ص: 155 ] وقوله : ويقول الذين آمنوا لولا نـزلت سورة : كانوا يقولون ذلك ؛ لأنهم كانوا يأنسون بنزول الوحي ، ومعنى {لولا} : هلا .
وقوله : فإذا أنـزلت سورة محكمة أي : لا نسخ فيها .
: قتادة . كل سورة فيها ذكر القتال ؛ فهي محكمة
وقوله : رأيت الذين في قلوبهم مرض يعني : المنافقين ، ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت أي : نظر مغمومين مغتاظين .
وقوله : فأولى لهم : قيل : إنه تهدد ؛ معناه : ولهم المكروه .
وعن : أن قوله : ابن عباس لهم طاعة : [إخبار من الله عز وجل عن المنافقين ؛ والمعنى : لهم طاعة ] وقول معروف قبل وجوب الفرائض عليهم ، فإذا نزلت الفرائض ؛ شق عليهم نزولها ، فيوقف على هذا على {فأولى} ، ومن جعل الوقف على فأولى لهم ؛ فالمعنى : طاعة وقول معروف أمثل ، وهو مذهب الخليل وسيبويه .
وقيل : إن التقدير : أمرنا طاعة وقول معروف ، فحذف المبتدأ ، فيوقف على فأولى لهم أيضا .
وقيل : إن {طاعة} نعت لـ {سورة} ؛ على تقدير : فإذا أنزلت سورة ذات [ ص: 156 ] طاعة ؛ فلا يوقف على هذا على فأولى لهم .
وقوله : فإذا عزم الأمر أي : جد بفرض القتال ، وجواب (إذا ) محذوف ؛ كأنه قال : فإذا فرض القتال ؛ كرهوه .
وقيل : المعنى : فإذا عزم أصحاب الأمر ؛ فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ؛ أي : لو صدقوا الله في الإيمان والجهاد .
وقوله : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض : قال كعب : المعنى : فهل عسيتم إن توليتم الأمر أن يقتل بعضكم بعضا .
وقال بكر المزني : هي في الحرورية .
وقيل : المعنى : فهل تريدون إن توليتم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكفرتم أن ترجعوا إلى ما كنتم عليه من الكفر ، والفساد في الأرض ، وتقطيع الأرحام .
وقوله : أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها أي : بل على قلوب أقفال أقفلها الله عز وجل عليها ، فهم لا يعقلون .
[ ص: 157 ] وقوله : إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى يعني : أهل الكتاب ، عن قتادة ، الضحاك : يعني : أهل النفاق .
ومعنى سول لهم : زين لهم .
وأملى لهم : قيل : المعنى : وأملى الله لهم ؛ أي : مد في آجالهم .
: المعنى : وأملى الشيطان لهم ؛ أي : مد لهم في الأمل ، ووعدهم طول العمر . الحسن
وقوله : ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نـزل الله سنطيعكم في بعض الأمر أي : قال هؤلاء المذكورون لليهود أو للمنافقين على ما تقدم من القولين- : سنطيعكم في التظافر على محمد .
وتقدم القول في يضربون وجوههم وأدبارهم .
وقوله : ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله يعني : الكفر ، وكرهوا رضوانه يعني : الإيمان .
وقوله : أن لن يخرج الله أضغانهم : (الأضغان ) : ما يضمر من المكروه ؛ والمعنى : أم حسبوا أن لن يظهر الله عداوتهم لأهل الإسلام ؟
وقوله : ولو نشاء لأريناكهم أي : لعرفناكهم ، قال : وقد عرفه إياهم في سورة (براءة ) [84 ] . ابن عباس
[ ص: 158 ] وقوله : ولتعرفنهم في لحن القول أي : في فحواه ومعناه ، ومنه قول الشاعر : [من الخفيف ]
..................... وخير الكلام ما كان لحنا
أي : ما عرف بالمعنى ، ولم يصرح به .وقوله : فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون أي : وأنتم أعلم بالله منهم ، وقيل : المعنى : وأنتم الغالبون .
ولن يتركم أعمالكم أي : لن ينقصكم ، عن وغيره . ابن عباس
: هو مشتق من (الوتر ) ؛ وهو [الذحل . الفراء
وقيل : هو مشتق من (الوتر ) ؛ وهو ] الفرد ؛ فكأن المعنى : ولن يفردكم بغير ثواب .
وقوله : ولا يسألكم أموالكم إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم : والمعنى : إنما يسألكم الإيمان ، ولا يأمركم بإنفاق أموالكم كلها في سبيل الله .
[ ص: 159 ] ومعنى {فيحفكم} : يجهدكم ، ويلح عليكم .
ويخرج أضغانكم أي : يخرج البخل {أضغانكم} ؛ أي : ما تضمرونه من الامتناع من النفقة ؛ خوف الفقر .
وقوله : ها أنتم هؤلاء تدعون أي : ها أنتم هؤلاء أيها المؤمنون .
وقوله : ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه أي : يمنعها الأجر .
وقوله : والله الغني أي : أنه ليس بمحتاج إلى أموالكم .
وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم : روي : » أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « هم قوم هذا يعني : سلمان الفارسي لو كان الدين بالثريا ؛ لتناوله رجال من الفرس