معنى {قنطوا} : يئسوا .
وقوله : وينشر رحمته : قيل : يعني : المطر ، وقيل : ظهور الشمس بعد المطر .
وقوله : وما بث فيهما من دابة : قال : يعني : الناس والملائكة ، وقد [ ص: 46 ] قال تعالى : مجاهد ويخلق ما لا تعلمون [النحل : 8 ] .
: أراد : ما بث في الأرض دون السماء ؛ كما قال : الفراء يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان [الرحمن : 22 ] ؛ يريد : من أحدهما .
وقوله : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم : قال : يعني : الحدود . الحسن
وقيل : {ما} بمعنى : (الذي ) ؛ والمعنى : الذي أصابكم فيما مضى بما كسبت أيديكم .
وقال رضي الله عنه : هذه الآية علي ، وإذا كان يكفر عنا بالمصائب ، ويعفو عن كثير ؛ فماذا يبقى بعد كفارته وعفوه ؟! وقوله : أرجى آية في كتاب الله عز وجل ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام يعني بـ {الجوار} : السفن ، و (الأعلام ) : الجبال .
ومعنى {رواكد} : سواكن .
وقوله : أو يوبقهن أي : يهلكهن .
وقوله : والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش : {الذين} : معطوف على قوله : خير وأبقى للذين آمنوا ؛ أي : وهو للذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش .
[ ص: 47 ] وقوله : والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم أي : يتشاورون في طاعة الله عز وجل .
قال : نزلت في الأنصار . ابن زيد
وقوله : والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون : قال النخعي : كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم ، فيجترئ عليهم الفساق .
وتقدم القول في معنى وجزاء سيئة سيئة مثلها .
وتأول في هذه الآية : أن للإنسان أن الشافعي ، واستشهد على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم لهند زوج أبي سفيان : يأخذ من مال من خانه مثل ما خانه به من غير علمه » ، فأجاز لها أخذ ذلك بغير رأيه ، ولم يجز ذلك كله مالك . «خذي من ماله ما يكفيك وولدك بالمعروف
وقوله : ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل يعني : الانتصار بالحق .
وقوله : ولمن صبر وغفر أي : من ترك الانتصار لوجه الله عز وجل ؛ فذلك من عزم الأمور ، [وقد تقدم معنى عزم الأمور ] .
وقوله : وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي أي :
[ ص: 48 ] ذليل ، عن ، قال : وإنما ينظرون بقلوبهم ؛ لأنهم يحشرون عميا . مجاهد
: يسارقون النظر من شدة الخوف . ابن جبير
وقيل : إن (الطرف ) ههنا : العين ؛ والمعنى : ينظرون من عين ضعيفة النظر ، والعرب تستعمل هذا في المريب ؛ ومنه قول الشاعر : [من الوافر ]
فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا
كما يستعملون في ضده : (حديد النظر ) ؛ إذا لم يتهم بريبة ؛ فيكون عليه منها غضاضة .وذهب بعض القراء إلى أن الوقف على {خاشعين} ، فقوله : من الذل على ذلك متعلق بـ {ينظرون} ، [وهو على ما تقدم متعلق بـ {خاشعين} ] .
وقوله : ما لكم من ملجإ يومئذ أي : من ملجأ ينجيكم من العذاب .
وما لكم من نكير أي : ناصر ، وهو بمعنى : ناكر ، أو منكر .
: معناه : أنهم لا يقدرون أن ينكروا الذنوب التي يوقفون عليها . الزجاج
[ ص: 49 ] وقوله : يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أي : إناثا لا ذكور معهن ، أو ذكورا لا إناث معهم ، أو يهب ذكورا وإناثا ، قاله الحسن ، ومجاهد ، وغيرهما .
في قوله : ابن زيد أو يزوجهم ذكرانا وإناثا قال : يعني : التوءم .
ويجعل من يشاء عقيما أي : لا يولد له .
وقوله : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا : قال مجاهد : يلقي في قلبه ما يشاء ، أو من وراء حجاب ؛ كما كلم موسى ، أو يرسل رسولا ؛ [كإرساله جبريل عليه السلام .
وقيل : المعنى : إلا وحيا : في المنام .
وقيل : إلا وحيا : بإرسال جبريل ، أو من وراء حجاب ؛ كما كلم موسى ، أو يرسل رسولا : إلى الناس كافة .
واحتج من رأى أن من ؛ أنه حانث ؛ بهذه الآية ؛ لأن المرسل قد سمي فيها مكلما للمرسل إليه ، إلا أن ينوي الحالف المواجهة بالخطاب . حلف ألا يكلم رجلا ، فأرسل إليه رسولا
[ ص: 50 ] وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا : قال : (الروح ) : النبوة ، ابن عباس : الرحمة . قتادة
ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان أي : لم تكن تعرف الطريق إلى الإيمان .