يعملون له ما يشاء من محاريب أي: مساجد، عن وقوله: الضحاك، (المحاريب) دون القصور. مجاهد:
و (التماثيل): الصور، عن وغيره، الضحاك كانوا يعملونها له من النحاس. مجاهد:
وقوله: وجفان كالجواب (الجواب: الحياض، عن ابن عباس، هي حياض الإبل، وأصله: من (جبيت) ؛ أي جمعت. مجاهد:
وقوله: وقدور راسيات أي: ثابتات، عن قتادة، عظام. مجاهد:
وقوله: اعملوا آل داود شكرا : قال المعنى: قالوا الحمد لله. الزهري:
المعنى: اشكروه على ما أنعم به عليكم. ابن عباس:
[ ص: 325 ] وقوله: فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته قال كانت الجن تدعي علم الغيب، فلما مات قتادة: سليمان، وخفي موته عليهم؛ تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب؛ ما لبثوا في العذب المهين.
أقام حولا والجن تعمل بين يديه، حتى أكلت الأرضة منسأته، فسقط، و (المنسأة): العصا، سميت بذلك؛ لأنها يؤخر بها الشيء، ويساق، من (نسأت). ابن مسعود:
ويروى: أنه لما سقط لم يعلم متى مات، فوضعت الأرضة على العصا، فأكلت منها يوما وليلة، ثم حسبوا على ذلك، فوجدوه قد مات منذ سنة.
وقوله: لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال : روي أن الجنتين كانتا بين جبلين باليمن، وأن الرجل كان يدخل الجنتين، فيمسك القفة على رأسه، فما يخرج حتى تمتلئ من أنواع الفاكهة، من غير أن يمس شيئا.
وقوله: فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم أي: أعرضوا عن طاعة الله وشكره، و {العرم} - فيما روي عن - السد؛ التقدير: سيل السد العرم، وعن ابن عباس أيضا قال: حاد السيل الذي كان يسقي الجنتين عن مجراه، فلم يسقهما، فهلكتا. ابن عباس
{العرم}: اسم الوادي. عطاء:
[ ص: 326 ] {العرم}: قتادة: وادي سبأ، كانت تجتمع إليه مسايل من الأودية فسدوا ما بين الجبلين بالقار، والحجارة، وجعلوا عليه أبوابا، وكانوا يأخذون من مائه ما احتاجوا إليه، ويسدون إذا استغنوا عنه، فأرسل الله عليهم جرذا، فهدم عرمهم؛ أي: سدهم، فغرق جناتهم، وخرب أرضهم.
وروي أن {العرم}: كل حاجز بين شيئين.
وقيل: {العرم}: المسناة التي يحبس بها الماء، واحدته: (عرمة) ؛ من عرامة الماء وشدته.
وقوله: وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل (الأكل): الثمر، و (الخمط): شجر الأراك، عن الضحاك.
(الخمط): كل شجرة ذات شوك. أبو عبيدة:
[ ص: 327 ] هو كل نبت في طعمه مرارة لا يمكن أكله. الزجاج:
هو كل ما تغير إلى ما لا يشتهى، ومنه: (خمط اللبن) ؛ إذا حمض. المبرد:
و (الأثل): [الخشب، عن وقيل: هو] الطرفاء، وقيل: هو شجر يشبهه، وقيل: هو السمر. الحسن،
و (السدر): النبق.
وقوله: {وهل يجازى إلا الكفور}: قيل: معناه: هل يجازى بهذا الجزاء الذي هو الإهلاك إلا من كفر؟
{يجازى} بمعنى: يعاقب. مجاهد:
هو المناقشة في الحساب، و (من نوقش الحساب عذب". طاووس:
وقوله: وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة : قال يعني: بين الحسن: اليمن والشام، والقرى التي بورك فيها هي الشام.
قرى ظاهرة بين ابن عباس: المدينة والشام.
معنى {ظاهرة}: متصلة على الطريق. قتادة:
يردون كل يوم على ماء. مجاهد:
{ظاهرة}: مرتفعة. المبرد:
[ ص: 328 ] وقوله: وقدرنا فيها السير : قال يغدون، فيقيلون في قرية، ويروحون فيبيتون في قرية. قتادة:
وقوله: سيروا فيها ليالي وأياما آمنين : قال يسيرون غير خائفين، ولا جياع، ولا ظماء. قتادة:
وقوله: فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا : قالوا ذلك حين بطروا النعمة.
ومن قرأ: {ربنا باعد بين أسفارنا}، أو {ربنا بعد بين أسفارنا} ؛ جاز أن يكونوا قالوا ذلك بعد أن سألوا أن يباعد بين أسفارهم، فأجيبوا، ثم ندموا، وجاز أن يكونوا استبعدوا القريب لما بطروا النعمة، وكذلك القول فيمن قرأ: {بعد بين أسفارنا} ، و {بين}: اسم، فهو كقولك: (بعد مدى سفره).
أبو الفتح: مذهب أبي علي في (بين) أنها مصدر (بان يبين)، ثم استعملت ظرفا على الاتساع؛ ك (مقدم الحاج)، وشبهه، قال: فاستعملت واصلة بين الشيئين، وإن كانت في الأصل فاصلة.
وقد تقدم القول في مثل ذلك في (سورة الأنعام) [94].
[ ص: 329 ] وقوله: فجعلناهم أحاديث أي: جعلنا المثل يضرب بهم.
وقوله: ومزقناهم كل ممزق أي فرقناهم، والعرب تقول: (تفرقوا أيادي سبأ)، و (أيدي سبا) ؛ إذا تشتتوا أعظم التشتيت، ومعنى (أيدي سبا)، و (أيادي سبا): طرقها.
وقوله: ولقد صدق عليهم إبليس ظنه : قال هو قول إبليس: ابن عباس: لأحتنكن ذريته إلا قليلا [الإسراء: 62]، وقيل: قال إبليس: قد أغويت آدم على موضعه من العلم، فأنا على ولده أقدر.
وقوله: إلا فريقا من المؤمنين أي: لم يصدق فيهم ظنه، قال هم المؤمنون كلهم، غيره: هم بعض المؤمنين. ابن عباس: