الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ولكن رحمة من ربك : مصدر; التقدير: ولكن رحمك رحمة،

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 173 ] هذا مذهب الأخفش.

                                                                                                                                                                                                                                      الزجاج: هو مفعول له; أي: ولكن فعل ذلك للرحمة.

                                                                                                                                                                                                                                      الكسائي: هي خبر (كان ) ; التقدير: ولكن كان رحمة من ربك، ويجوز الرفع على إضمار مبتدأ.

                                                                                                                                                                                                                                      بطرت معيشتها : قيل: هو منصوب على تقدير: بطرت في معيشتها، قاله المازني.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: هو تفسير، وفيه بعد; لأنه معرفة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: انتصب بـ {بطرت} ; ومعنى {بطرت} : جهلت; فالمعنى: جهلت شكر معيشتها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم : {هؤلاء} : مبتدأ، {الذين} : خبره، ولا يكون صفة له، لأن الخبر كان يكون {أغويناهم} ، وهو لا يفيد أكثر مما أفاد المبتدأ، والخبر يجب أن يكون فيه فائدة زائدة.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا يجوز أن يعتمد في كون {أغويناهم} خبرا على اتصال {كما} به; إذ قد يجوز كون الكاف مع ما اتصلت به في موضع الحال، فيكون حينئذ فيه فائدة لم تكن

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 174 ] في {أغوينا} الذي هو صلة {الذين} ; من أجل أن الخبر يجب أن يكون مفيدا بنفسه، غير مفتقر إلى اتصال ما هو فضلة به، وإذا الأمر كذلك فـ {هؤلاء} : مبتدأ، {الذين} : الخبر; {أغوينا} : صلة له، {أغويناهم} : جملة مستأنفة، واستغنى عن حرف العطف معها; لتضمنها الذكر مما تقدم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة : {ما} : مفعولة (آتينا ) ، و {إن} واسمها وخبرها وما يتصل بها صلة لـ {ما} .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {لينوء} : بالياء; أراد: لينوء الواحد منها، أو المذكور; فحمل على المعنى.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 175 ] وقال أبو عبيدة لرؤبة في قوله: [من الرجز]


                                                                                                                                                                                                                                      فيها خطوط من سواد وبلق

                                                                                                                                                                                                                                      كأنه في الجلد توليع البهق



                                                                                                                                                                                                                                      إن كنت أردت (الخطوط ) ; فقل: كأنها، وإن كنت أردت (السواد ) و (البلق ) ، فقل: كأنهما، فقال: أردت: كأن ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      والقول في: {لخسف} ، و {لخسف} : ظاهر.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {لانخسف} ; فهو كقولك: (انقطع بالرجل ) ، وقوله: {بنا} : في موضع رفع; لقيامها مقام الفاعل، ويجوز أن يكون على تقدير إضمار المصدر; لدلالة فعله عليه; كأنه قال: لانخسف الانخساف بنا، فـ {بنا} على هذا التقدير في موضع نصب; لقيام المصدر مقام الفاعل.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: كل شيء هالك إلا وجهه : {وجهه} : منصوب على الاستثناء،

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 176 ] ولو رفع على الصفة لجاز; كأنه قال: غير وجهه.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية