وقوله: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض الآية: روي في خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن وعيسى عليه السلام يطوف بالبيت، ومعه المسلمون من ناحية المسعى، وأنها تخرج من الأرض تنشق عن الدابة، الصفا، فتسم بين عيني المؤمن (مؤمن ) سمة كأنها كوكب دري، وتسم بين عيني الكافر نكتة سوداء (كافر ) ، وذكر في الخبر: أنها ذات وبر وريش.
وعن أنها تخرج من شعب، فيمس رأسها السحاب، ورجلاها في الأرض لم تخرجا، وتخرج معها عصا ابن عمر: موسى، وخاتم سليمان عليهما السلام.
وعن حذيفة: تخرج ثلاث خرجات: خرجة في بعض البوادي، ثم تكمن، وخرجة في القرى، تتقاتل فيها الأمراء حتى تكثر الدماء، وخرجة من أعظم المساجد،
[ ص: 115 ] وأشرفها وأكرمها وأفضلها.
وقوله: حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما : قوله: ولم تحيطوا بها علما : معطوف على {أكذبتم} ، وفيه معنى التقرير والتوبيخ لهم، والمعنى: أكذبتم [بآياتي؟ أولم تحيطوا بها علما؟ أم ماذا كنتم تعملون؟ أي: أكذبتم] بها وقد أحطتم بها علما؟ أم ماذا كنتم تعملون؟ أي: أكذبتم] بها وقد أحطتم بها علما؟ لأن هذه الألف إذا دخلت على النفي; نقلته إلى الإيجاب، ولو لم تقدر الألف في ولم تحيطوا بها علما ; لكان ذلك عذرا لهم أنهم إنما كذبوا بها لما لم يحيطوا بعلمها.
وقيل: المعنى: أنهم إنما كذبوا غير محيطين بالعلم، فلا يحتاج على هذا إلى تقدير الألف، و {أم} - على هذا القول - عديلة الألف في {أكذبتم}، وهي - على القول الأول - عديلة الألف المحذوفة.
وقوله: ووقع القول عليهم بما ظلموا أي: وجب عليهم السخط والغضب من الله تعالى.
[ ص: 116 ] فهم لا ينطقون أي: لا ينطقون بحجة.
وقوله: ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله : قال يعني: الشهداء، هم متقلدو السيوف حول العرش. ابن جبير:
يعني: مقاتل: جبريل وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت.
وقوله: وكل أتوه داخرين أي: صاغرين، عن ابن عباس، وقتادة.
وقوله: وترى الجبال تحسبها جامدة : قال أي: قائمة، وهي تسير سيرا حثيثا. ابن عباس:
وقوله: صنع الله الذي أتقن كل شيء : مصدر دل عليه قوله: وهي تمر مر السحاب ; لأن ذلك من صنع الله تعالى.
وقوله: من جاء بالحسنة فله خير منها : قال (الحسنة ) : لا إله إلا الله، وقاله ابن مسعود: وقال: ومعنى ابن عباس، فله خير منها : وصل إليه خير منها، قال: ومن جاء بالسيئة يعني: الشرك.
وقوله: إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها أي: عظم حرمتها عن انتهاك المحارم فيها، والصيد فيها، واختلاء خلاها.
وقوله: وأن أتلو القرآن أي: وأمرت أن أتلو القرآن.
وقوله: سيريكم آياته أي: في أنفسكم، وفي غيركم، كما قال: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم [فصلت: 53].
[ ص: 117 ]