تقدم القول في {طسم} .
لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين : أي: لعلك قاتل نفسك; لتركهم الإيمان. قوله:
وقوله: إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين : قيل: المعنى: لو شئنا لاضطررناهم
بإهلاك كل من عصى.
المعنى: لو شاء الله; لأنزل آية يذلون بها، فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية. قتادة:
[ ص: 48 ] {أعناقهم} : كبراؤهم. مجاهد:
وقيل: إنما أراد أصحاب الأعناق; فحذف المضاف.
أبو زيد، والأخفش سعيد: {أعناقهم} : جماعاتهم; يقال: (جاء في عنق من الناس) ; أي: في جماعة.
عيسى بن عمر: {خاضعين} و (خاضعة ) ههنا: سواء، وهو اختيار والمعنى: أنهم إذا ذلت رقابهم ذلوا، فالإخبار عن الرقاب المبرد;
إخبار عن أصحابها.
وتقدم القول في معنى فأنبتنا فيها من كل زوج كريم .
وقوله: وما كان أكثرهم مؤمنين يعني: من سبق في علم الله أنه لا يؤمن.
وقوله: وإذ نادى ربك موسى أي: واذكر إذ نادى ربك موسى.
وقوله: قوم فرعون ألا يتقون : هذا من الإيماء إلى الشيء; لأنه أمره أن يأتي القوم الظالمين، ودل قوله: ألا يتقون على أنهم لا يتقون، وعلى أنه أمره أن يأمرهم بالتقوى.
وقيل: المعنى: قل لهم: ألا يتقون، وجاء بالياء; لأنهم غيب وقت الخطاب.
[ ص: 49 ] وقوله: ويضيق صدري ولا ينطلق لساني يعني: العجمة التي كانت في فيه من جمرة النار.
فأرسل إلى هارون أي: ليعينني.
وقوله: ولهم علي ذنب يعني: النفس التي قتل، عن مجاهد، وقتادة.
وقوله: قال كلا : ردع وزجر; والمعنى: ثق بالله، وانزجر عن خوفك منهم.
وقوله: إنا معكم مستمعون : قيل معناه: سامعون; لأن الاستماع إنما يكون بالإصغاء، ولا يوصف الباري عز وجل بذلك.
وقوله: {معكم} : يجوز أن يكون لموسى وهارون; لأن الاثنين جماعة، ويجوز أن يكون لهما ولمن أرسلا إليه، ويجوز أن يكون لجميع بني إسرائيل.
وقوله: إنا رسول رب العالمين : قال {رسول} بمعنى: رسالة; والتقدير على هذا: إنا ذوا رسالة رب العالمين، قال أبو عبيدة: الهذلي: (من المتقارب)
ألكني إليها وخير الرسو ل أعلمهم بنواحي الخبر
وقيل المعنى: أن كل واحد منا رسول رب العالمين.وقوله: أن أرسل معنا بني إسرائيل أي: أطلقهم، وخل سبيلهم.
وقوله: وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين يعني بـ (الفعلة) : قتل
[ ص: 50 ] النفس، عن وغيره. ومعنى مجاهد من الكافرين : من الكافرين لنعمتي، قاله ابن زيد.
أي: من الكافرين بي أني إلهك. الحسن:
من الكافرين بالله; لأنك كنت على ديني هذا الذي تعيبه. السدي:
من الكافرين بقتلك النفس. الضحاك:
فنفى عن نفسه الكفر، وأخبر أنه فعل ذلك على الجهل; يعني: قوله: وأنا من الضالين ، وكذا قال مجاهد: من الضالين : من الجاهلين.
من الكافرين الساعة) . (الفراء:
من الجاهلين) بأن الوكزة تبلغ القتل. (ابن زيد:
من الناسين. أبو عبيدة: