الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      التأنيث في {مرضعة} لجريانها على الفعل، ويجوز: (مرضع) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {وترى الناس سكارى}; فمعناه: تحسبهم سكارى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد تقدم القول في {سكارى} ، وهو مذكور في الإمالة في آخر الكتاب.

                                                                                                                                                                                                                                      كتب عليه أنه من تولاه : موضع (أن) رفع بـ {كتب} ، والثانية مكررة على جهة التأكيد، أو عطف على الأولى، قالها الزجاج، واعترض عليه فيهما; لأن التكرير للتأكيد مستحيل; من جهة أن المؤكد لم يتم، وإنما يصلح التأكيد بعد تمام المؤكد، وتمام (أن) الأولى بصلتها عند قوله: عذاب السعير ، وكذلك [ ص: 441 ] العطف على (أن) الأولى لا يكون إلا بعد تمامها; لأن الموصول لا يعطف عليه إلا بعد تمامه.

                                                                                                                                                                                                                                      والأحسن أن تكون (أن) الثانية خبر مبتدأ محذوف; التقدير: كتب عليه أنه من تولاه فشأنه أن يضله، أو يكون على تقدير: فله أن يضله; أي: فله إضلاله وهدايته إلى عذاب السعير.

                                                                                                                                                                                                                                      والنصب والرفع في {ونقر} ظاهران.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: اهتزت وربت : {وربئت} : راجع إلى معنى: {وربت} ، وهو بمعنى: ارتفاع الأرض; من قولك: (ربأت القوم) ; إذا أشرفت عليهم مكانا عاليا; لتحفظهم.

                                                                                                                                                                                                                                      ثاني عطفه : حال من المضمر في {يجادل} .

                                                                                                                                                                                                                                      وأن الله ليس بظلام للعبيد : يجوز أن يكون موضع {أن} جرا على العطف على (ما) من قوله: بما قدمت يداك ، ويجوز أن يكون رفعا; على تقدير: والأمر أن الله، ويجوز الكسر على الاستئناف.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 442 ] ومن قرأ: {خاسر الدنيا والآخرة}; فهو اسم الفاعل منصوب على الحال، والجملة في قراءة من قرأ: خسر الدنيا والآخرة : بدل من قوله: انقلب على وجهه .

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في اللام من يدعو لمن ضره أقرب من نفعه .

                                                                                                                                                                                                                                      وتخفيف الباء من (الدواب) بعيد، ووجه حذف إحدى الباءين كراهة التضعيف; كما قالوا: (ضر) ، و (شر) ، وشبهه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وكثير حق عليه العذاب : يجوز أن يكون ابتداء وخبرا، ويجوز أن يكون معطوفا; على أن يكون السجود التذلل والانقياد.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن ينتصب {كثير} على تقدير: وأهان كثيرا حق عليه العذاب، ونحوه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها : من غم بدل من {منها} ، وهو بدل بعض من كل; لأن الغم كأنه بعضها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إن التقدير: كل حين أرادوا أن يخرجوا منها من غم; لم يخرجوا منها، فحذف الراجع من الصفة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 443 ] ومن قرأ: {يحلون فيها من أساور}; فهو من قوله: (لم أحل منه بطائل) ; أي: لم أظفر به، فجعل ما يحلون به شيئا ظفروا به.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {ولؤلؤا} : من جره; عطفه على {ذهب} ، ومن نصبه; جاز أن يعطف على موضع الجار والمجرور، فكأنه قال: يحلون أساور، ويحلون لؤلؤا، وفي الكلام حذف; كأنه قال: ويحلون لؤلؤا مرصعا بذهب وفضة; لأن اللؤلؤ إذا انفرد لا يكون حلية، وقد أجاز قوم كونه حلية، واستدلوا بقول الله تعالى: وتستخرجوا منه حلية تلبسونها [النحل: 14].

                                                                                                                                                                                                                                      أبو علي: إنما سمي {حلية} ; لما يؤول إليه أمره إذا رصع بالذهب والفضة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: سواء العاكف فيه والباد : من نصب {سواء} ; احتمل أن يكون مفعولا ثانيا لـ (جعل) ، واحتمل أن يكون المفعول الثاني {للناس} ، ويكون {سواء} حالا من المضمر المقدر مع حرف الجر في قوله: {للناس} ، والعامل فيه المعنى، أو يكون حالا من المفعول الأول; وهو الهاء في {جعلناه} ، والعامل فيه (جعلنا) ، كأنه قال: سويناه للناس سواء، ويرفع {العاكف} به; أي: مستويا فيه العاكف والبادي، والمصدر يأتي بمعنى اسم الفاعل، فـ {سواء} بمعنى: مستويا; كقولهم: (رجل عدل) ; بمعنى: عادل، وعليه أجاز سيبويه: (مررت برجل سواء [ ص: 444 ] هو والعدم) ; أي: مستو هو والعدم.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ برفع {سواء} ; جاز أن يكون خبر ابتداء مقدما; تقديره: العاكف فيه والبادي سواء، وجاز أن يكون {سواء} رفعا بالابتداء، و {العاكف} : رفع بـ {سواء} ، ويسد مسد الخبر، وهذا على أن يكون {سواء} بمعنى: مستو، وفيه بعد; لأن {سواء} لا يعمل إذا كان بمعنى: مستو حتى يعتمد على شيء قبله، فإن جعل {سواء} وما بعده في موضع المفعول الثاني لـ (جعلنا) ; حسن ارتفاعه بالابتداء، وهو بمعنى: مستو، و {العاكف} : مرتفع به، ويسد مسد الخبر.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {وأذن في الناس بالحج}; فهو معطوف على {بوأنا} ; كأنه قال: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت وأذن في الناس بالحج، وجزم {يأتوك} على أنه جواب وطهر بيتي ، وقراءة الجماعة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {رجالا} ; فهو جمع (راجل) كـ (كاتب، وكتاب) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {رجالا} ; بالتخفيف; فهو مما جاء من الجمع على (فعال) ; نحو: (عراق) ، و(رخال) ، وهو نادر.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 445 ] ومن قرأ: {رجالى} ; فهو مثل (سكارى) ، و {رجالا} : جمع (راجل) ; (كصائم وصيام) ، وقد حكي فيه: (أراجل) ، و(أراجيل) ، و {رجالى} ، و (رجلان) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ليشهدوا منافع لهم : يجوز أن تكون اللام للأمر، فيوقف على قوله: من كل فج عميق ، ويجوز أن تكون الجارة، ويكون التقدير: يأتوك; ليشهدوا منافع لهم.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية