تعلم رسول الله أنك مدركي وأن وعيدا منك كالأخذ باليد
ويكون المنزل على الملكين النهي، فيكون المعنى: يعلمون الناس السحر، ويعلمون ما أنزل على الملكين.وقيل: كانا في ذلك الزمان محنة، يظهر بها المؤمن من الكافر، كالنهر لأصحاب طالوت، وشبهه.
وقيل: كان الذي أنزل عليهما كلاما يفرق به بين المرء وزوجه.
: كانا يقولان لمن جاءهما: السدي إنما نحن فتنة فلا تكفر ، فإن أبى أن يرجع؛ قالا له: إيت هذا الرماد فبل فيه، فإذا بال؛ خرج منه نور يسطع إلى السماء وهو الإيمان، ثم يخرج منه دخان أسود، فيدخل في أذنيه، وهو الكفر، فإذا أخبرهما بما رآه من ذلك علماه.
[ ص: 312 ] وقوله: (فلا تكفر): قيل: معناه: لا تكفر بتعليم السحر، وقيل: بالعمل به.
وقوله: فيتعلمون منهما : القول في عطفه مذكور في الإعراب.
وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله أي: بقضاء الله، وقيل: بعلمه.
ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم يعني: في الآخرة.
ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق قيل: الضمير في علموا للشياطين، وفي ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون للإنس الذين تعلموا السحر.
ويجوز أن يكون (ولقد علموا) للملكين، فأخبر عنهما كما يخبر عن الجماعة.
وقيل: إن الضمائر كلها لعلماء اليهود، والمعنى في (لو كانوا يعلمون): لو انتفعوا بعلمهم.
وقال: (لمن اشتراه) ؛ لأنهم كانوا يؤدون على التعليم الأجرة.
والخلاق: النصيب من الخير، عن وغيره. مجاهد،
ولبئس ما شروا به أنفسهم أي: باعوا، يقال: شرى: إذا باع، [وشرى: إذا ابتاع].
وقوله: لمثوبة من عند الله (المثوبة) و (الثواب): اسمان من (أثاب)، [ ص: 313 ] وأصله: من (ثاب) ؛ إذا رجع، فـ (الثواب): ما يرجع إليهم من جزاء أعمالهم، ومعنى: (لمثوبة): لأثيبوا.
وتقدم القول في معنى: لا تقولوا راعنا .
وقوله: أن ينـزل عليكم من خير من ربكم : من الأولى: زائدة، والثانية: التي لابتداء الغاية.