الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب :

                                                                                                                                                                                                                                      من نصب قول الحق ؛ فالتقدير : أقول قول الحق ، ودل ما قبله على الفعل الناصب ، ومن رفع ؛ فعلى أنه خبر مبتدأ محذوف ؛ التقدير : ذلك عيسى ابن مريم ، وهو قول الحق ، وسمي عيسى (قولا ) كما سمي (كلمة ) ، ويجوز أن يكون التقدير : هذا الكلام قول الحق ، والكلام المشار إليه هو قوله : ذلك عيسى ابن مريم .

                                                                                                                                                                                                                                      الكسائي : قول الحق : نعت لـ {عيسى} ، وهذا راجع إلى القول الأول .

                                                                                                                                                                                                                                      وإن الله ربي وربكم : الكسر على الاستئناف ، أو على العطف على قال إني عبد الله ، والفتح على العطف على موضع بالصلاة والزكاة ؛ التقدير : وأوصاني بأن الله ربي وربكم .

                                                                                                                                                                                                                                      أبو عمرو : هي معطوفة على قوله : {أمرا} من قوله : إذا قضى أمرا ؛ والمعنى : إذا قضى أمرا وقضى أن الله ربي وربكم ، ولا يبتدأ بـ {وأن} على هذين التقديرين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 269 ] ويجوز أن يكون التقدير : ولأن الله ربي وربكم ، أو يكون في موضع رفع ؛ على تقدير : والأمر أن الله ، فيجوز الابتداء بها .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وكان عند ربه مرضيا : مذهب سيبويه في (مرضي ) أنه (مفعول ) من الواو ، وأصله : (مرضو ) ؛ لقولهم : (الراضون ) .

                                                                                                                                                                                                                                      الكسائي ، والفراء : من قال : (مرضي ) ؛ بناه من (رضيت ) ، قالا : وأهل الحجاز يقولون : (مرضو ) ، وحكيا : أن من العرب من يثني (رضا ) على (رضيان ) ، ومنهم من يثنيه على (رضوان ) ، ولم يحك البصريون إلا (رضوان ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : خروا سجدا وبكيا : إن قدرته جمع (باك ) ؛ فهو حال ، وإن قدرته مصدرا ؛ فالتقدير : بكوا بكيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وروي : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ هذه الآية ، فسجد وقال : هذا السجود ، فأين البكي ؟ فهذا يدل على أنه مصدر يراد به البكاء .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية