الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      يوم ندعوا كل أناس بإمامهم : يجوز أن يكون العامل في {يوم} فعلا محذوفا; التقدير: اذكر يوم ندعو، [أو فعلا دل عليه ولا يظلمون فتيلا ; [ ص: 151 ] فكأنه قال: لا يظلمون يوم ندعو]، ولا يعمل فيه {ندعو} ; لأنه مضاف إليه.

                                                                                                                                                                                                                                      و (الباء) في {بإمامهم} متعلقة بـ{ندعو} ، وهي في موضع المفعول الثاني له، ويجوز أن تتعلق بمحذوف في موضع الحال; [التقدير: يوم ندعو كل أناس مختلطين بإمامهم; أي: ندعوهم وإمامهم، وعلى] التقدير الأول: ندعوهم باسم إمامهم، ومن جعل إمامهم كتابهم; فـ (الباء) عنده متعلقة بمحذوف في موضع الحال; التقدير: ندعوهم ومعهم كتابهم; كأنه قال: ندعوهم ثانيا معهم كتابهم الذي فيه أعمالهم.

                                                                                                                                                                                                                                      و{يدعو} ; بالياء: رد على ما تقدم من ذكر الغيبة في قوله: بني آدم .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {يدعو} ; فإنه على لغة من أبدل الألف في الوصل واوا [في نحو: "أفعو" و"حبلو"]; والمعنى: يوم يدعى.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في {خلفك} ، و {خلافك} في (سورة التوبة) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 152 ] سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا : نصب {سنة} على معنى: سننا سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: هو منصوب على تقدير حذف الكاف; التقدير: لا يلبثون خلفك إلا قليلا كسنة من قد أرسلنا; فلا يوقف على هذا التقدير على قوله: {قليلا} ، ويوقف عليه على الأول.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرآن الفجر أي: وأقم قرآن الفجر، أو يكون منصوبا على الإغراء، فيوقف على غسق الليل ، ولا يوقف عليه على الأول.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في التشديد والتخفيف في مثل: {تفجر} .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {كسفا} جمع (كسفة) ; كـ (قطعة، وقطع) ، وانتصابه على الحال من {السماء} ، والمضاف محذوف; أي: ذات كسف; أي: تسقطها مقطعة أو قطعا، ومن أسكن السين; جاز أن يكون جمع (كسفة) ; كـ (سدرة، وسدر) ، وجاز أن يراد به: المكسوف; كـ (الطحن) يراد به: المطحون.

                                                                                                                                                                                                                                      قل سبحان ربي : من قرأ على الخبر; فالمعنى: قال الرسول، ومن قرأ: [ ص: 153 ] {قل} ; فعلى الأمر من الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في لقد علمت .

                                                                                                                                                                                                                                      وبالحق أنـزلناه وبالحق نـزل : {بالحق} الأول: حال متقدمة من المضمر في {أنزلناه} ، والثاني: حال مقدرة من {نزل} ، ويجوز أن تكون [الباء في الثاني متعلقة بـ {نزل} على جهة التعدي.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرآنا فرقناه : يجوز أن يكون] نصبه بإضمار فعل، ويجوز أن يكون معطوفا على قوله: مبشرا ونذيرا ; على تقدير: وصاحب قرآن، فحذف المضاف.

                                                                                                                                                                                                                                      والتشديد في {فرقناه} على معنى: نزلناه شيئا بعد شيء، وتقدم معنى التخفيف.

                                                                                                                                                                                                                                      أيا ما تدعوا : {أيا} : نصب بـ{تدعو} ، و {ما} : مؤكدة، و {تدعو} : مجزوم بالشرط.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إن {ما} بمعنى: (أي) ، كررت، لاختلاف اللفظين.

                                                                                                                                                                                                                                      الأخفش: المعنى: أي الاسمين تدعو.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 154 ] الزجاج: المعنى: أي الأسماء تدعو; أي: إن دعوت الله أو دعوت الرحمن; فكلاهما سواء اسمان لله تعالى، ويلزم على هذين القولين ألا تنون {أيا} ، وأن تكون مضافة إلى {ما} .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية، وعددها في جميع الأعداد سوى الكوفي: مئة آية، وعشر آيات، وهي في الكوفي: إحدى عشرة آية، ومئة، عد: يخرون للأذقان سجدا [107]، ولم يعده من سواه.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية