الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      رفع اسم {الله} تعالى من قوله: {الحميد، الله} وجره: ظاهران.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فيضل الله من يشاء : مستأنف، وليس بمعطوف على {ليبين} ؛ لأن الإرسال إنما وقع للتبيين، لا للإضلال، ويجوز [ ص: 604 ] النصب؛ لأن الإرسال صار سببا للإضلال؛ فيكون كقوله: ليكون لهم عدوا وحزنا [القصص: 8]، وإنما صار الإرسال سببا للإضلال؛ لأنهم كفروا به لما جاءهم، فصار كأنه سبب لكفرهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وما لنا ألا نتوكل على الله : ما: استفهام في موضع رفع بالابتداء، و {لنا}: الخبر، وما بعدها في موضع الحال؛ التقدير: أي شيء لنا في ترك التوكل على الله؟

                                                                                                                                                                                                                                      ذلك لمن خاف مقامي : موضع {ذلك} رفع؛ على تقدير: الأمر ذلك، أو ذلك كائن لمن خاف، أو يكون موضعه نصبا؛ على تقدير: فعلنا ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن كسر التاء من قوله: {واستفتحوا} ؛ فهو معطوف على ما سبق من قوله: فأوحى إليهم ربهم ؛ فكأنه قال لهم: لنهلكن الظالمين ، وقال لهم: استفتحوا، وفتح التاء على الخبر.

                                                                                                                                                                                                                                      مثل الذين كفروا بربهم : رفع في قول سيبويه بالابتداء؛ والتقدير: فيما يتلى عليكم مثل الذين كفروا بربهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وهو عند الكسائي على تقدير حذف المضاف؛ التقدير: مثل أعمال الذين كفروا بربهم كمثل رماد.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 605 ] وهو عند الفراء على تقدير إلغاء {مثل} ؛ التقدير: الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن تكون مبتدأ؛ كما يقال: (صفة فلان أسمر) ؛ فـ {مثل} بمعنى: (صفة)، و أعمالهم كرماد : ابتداء وخبر، والجملة خبر عن {مثل}.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون {أعمالهم} بدلا من {الذين} على المعنى، والخبر: {كرماد} ؛ والتقدير: أعمال الذين كفروا كرماد صفته كذا.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز في الكلام جر {أعمالهم} على أنه بدل اشتمال من {الذين}.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {في يوم عاصف} بالإضافة؛ فعلى تقدير: في يوم ذي عصف، أو على تقدير: في يوم عاصف الريح.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {وأدخل الذين آمنوا} ؛ فهو على الاستئناف؛ والمعنى: وأنا أدخل الذين آمنوا، وقال: بإذن ربهم ، ولم يقل: (بإذني) ؛ تعظيما، وتفخيما، وقراءة الجماعة على أنه فعل مبني للمفعول، ونصب {جنات} على تقدير [ ص: 606 ] حذف حرف الجر؛ لأن (دخلت) لا يتعدى؛ كما لا يتعدى نقيضه؛ وهو (خرجت)، ولا يقاس عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: تحيتهم فيها سلام : يجوز أن تكون الجملة في موضع الحال من {الذين}، وهي حال مقدرة، ويجوز أن تكون [حالا من المضمرين في {خالدين}، فتكون غير مقدرة، ويجوز أن تكون نعتا لـ {جنات}.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية