الإعراب:
تقدم القول في {والصابين} .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=62من آمن بالله يجوز أن تكون {من} للشرط مبتدأة، وخبرها:
nindex.php?page=treesubj&link=28908nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=62فلهم أجرهم عند ربهم ، وهو جواب الشرط والعائد محذوف، التقدير: من آمن منهم بالله، ويجوز أن تكون بدلا من {الذين} ، فيبطل الشرط; لأنه لا يعمل فيه ما قبله، ودخلت الفاء للإبهام الذي في {من} .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=65كونوا قردة خاسئين : يجوز أن تكون نعتا لـ {قردة} ، أو خبرا ثانيا
[ ص: 263 ] لـ (كان) ، أو حالا من المضمر في {كونوا} .
nindex.php?page=treesubj&link=28908وقوله: {هزوا} الضم والإسكان فيه وفي أخويه المذكورين معه لغتان، وكذلك كل اسم أوله مضموم; كـ (اليسر) ، و (العسر) ، ومن أسكن بعضا وضم بعضا; جمع بين اللغتين، ومن شدد الزاي من قوله: {جزءا} ؛ فالأصل عنده الهمز، فخفف الهمزة، ثم شدد للوقف، على مذهب من يقول: (هذا فرج) ، ثم حمل الوصل على الوقف، وترك الهمزة في قوله: {هزؤا} و {كفؤا} تخفيف قياسي، ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة فيه مذكور في بابه من أصول القراءات.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=68لا فارض ولا بكر : خبر ابتداء مضمر; أي: لا هي فارض، أو نعت لـ {بقرة} ، وكذلك {عوان} .
[ ص: 264 ] و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71لا ذلول من قرأ {لا ذلول} ؛ فعلى إضمار خبر النفي.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=68بين ذلك أضيفت {بين} إلى {ذلك} ؛ للدلالة على الكثرة، ولا يضاف إلا إلى ما دل على أكثر من الواحد، وذلك يراد به مرة الإفراد، ومرة الجمع والكثرة; لمشابهته الموصولة كـ (الذي) ، و (ما) ؛ لوقوع كل واحد منهما على غير شيء بعينه، هذا معنى قول أبي علي.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : جاز; لأن {ذلك} ينوب عن الجمل; كقول القائل: (ظننت زيدا قائما) ، فيقول المجيب له: (ظننت ذلك) .
nindex.php?page=treesubj&link=28908وقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69يبين لنا ما لونها : {ما} : استفهام مبتدأة، و {لونها} : الخبر، ويجوز نصب {لونها} على أن تقدر {ما} زائدة.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71تثير الأرض : في موضع الحال من المضمر في {ذلول} ، في قول من جعل
[ ص: 265 ] المعنى: ليست بذلول ولا مثيرة الأرض.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71ولا تسقي الحرث : نعت لـ {بقرة} ، أو خبر مبتدإ ثان محذوف.
وكذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71مسلمة لا شية فيها : نعت لـ {بقرة} ، أو خبر ثان للمبتدإ المحذوف.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=70إن البقر تشابه علينا : البقر، والباقور، والباقر، والبيقور، والبقير، لغات بمعنى، والعرب تذكره وتؤنثه، وإلى ذلك ترجع معاني القراءات في {تشابه} ، وما فيها سوى ذلك فظاهر.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=70وإنا إن شاء الله لمهتدون الجواب عند
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد محذوف، وجوابه عند غيره: (إن) وما عملت فيه.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71قالوا الآن جئت بالحق : {الآن} : ظرف للزمان الذي أنت فيه، بني لمخالفته سائر ما فيه الألف واللام; إذ هما فيه لغير عهد متقدم ولا جنس، [ولم يتعرف بهما].
وقيل: الأصل: (أوان) ، أبدل من الواو الألف، وحذفت إحدى الألفين; لالتقاء الساكنين.
[ ص: 266 ] أنكر هذا
أبو علي من حيث كان مشبها بالحروف والأصوات، فهو غير مشتق من شيء، كما أن الحروف والأصوات كذلك، قال: وإنما ضارع الحرف; لأنه تضمن معنى حرف التعريف; لأنه متعرف بغير الألف واللام، ألا تراه لم يأت منكرا كما يأتي ما تعرف بالألف واللام; وذلك لأنه إنما يراد به ما في الوقت وما هو أقل من القليل فهو تعريف لذلك، وقد تتسع فيه العرب، فتستعمله للوقت الذي القائل فيه وما بعده; كقولهم: (أنا الآن أصل من قطعني) فالألف واللام فيه زائدتان، كزيادتهما في (بنات الأوبر) ، و (يا ليت أم العمرو) ،
[ ص: 267 ] وشبهه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=74أو أشد قسوة قد تقدم القول فيه، و (القسوة) و (القساوة) لغتان بمعنى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=74وإن من الحجارة : من خفف {إن} ؛ فهي (إن) المخففة من الثقيلة، و (اللام) لازمة للفرق بينها وبين (إن) التي بمعنى (ما) .
و (التاء) و (الياء) في: {تعملون} وما كان مثله; الوجه فيه ظاهر.
الْإِعْرَابُ:
تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي {وَالصَّابِينَ} .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=62مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ {مَنْ} لِلشَّرْطِ مُبْتَدَأَةٌ، وَخَبَرُهَا:
nindex.php?page=treesubj&link=28908nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=62فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ، وَهُوَ جَوَابُ الشَّرْطِ وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ، التَّقْدِيرُ: مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ بَدَلًا مِنَ {الَّذِينَ} ، فَيُبْطُلُ الشَّرْطُ; لِأَنَّهُ لَا يَعْمَلُ فِيهِ مَا قَبْلَهُ، وَدَخَلَتِ الْفَاءُ لِلْإِبْهَامِ الَّذِي فِي {مَنْ} .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=65كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ نَعْتًا لِـ {قِرَدَةً} ، أَوْ خَبَرًا ثَانِيًا
[ ص: 263 ] لـ (كَانَ) ، أَوْ حَالًا مِنَ الْمُضْمَرِ فِي {كُونُوا} .
nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَوْلُهُ: {هُزُوًا} الضَّمُّ وَالْإِسْكَانُ فِيهِ وَفِي أَخَوَيْهِ الْمَذْكُورَيْنِ مَعَهُ لُغَتَانِ، وَكَذَلِكَ كَلُّ اسْمٍ أَوَّلُهُ مَضْمُومٌ; كَـ (الْيُسْرِ) ، وَ (الْعُسْرِ) ، وَمَنْ أَسْكَنَ بَعْضًا وَضَمَّ بَعْضًا; جَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ، وَمَنْ شَدَّدَ الزَّايَ مِنْ قَوْلِهِ: {جُزْءًا} ؛ فَالْأَصْلُ عِنْدَهُ الْهَمْزُ، فَخَفَّفَ الْهَمْزَةَ، ثُمَّ شَدَّدَ لِلْوَقْفِ، عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ: (هَذَا فَرَجٌّ) ، ثُمَّ حَمَلَ الْوَصْلَ عَلَى الْوَقْفِ، وَتَرْكُ الْهَمْزَةِ فِي قَوْلِهِ: {هُزُؤًا} وَ {كُفُؤًا} تَخْفِيفٌ قِيَاسِيٌّ، وَمَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةَ فِيهِ مَذْكُورٌ فِي بَابِهِ مِنْ أُصُولِ الْقِرَاءَاتِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=68لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ : خَبَرُ ابْتِدَاءٍ مُضْمَرٍ; أَيْ: لَا هِيَ فَارِضٌ، أَوْ نَعْتٌ لِـ {بَقَرَةٌ} ، وَكَذَلِكَ {عَوَانٌ} .
[ ص: 264 ] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71لا ذَلُولٌ مَنْ قَرَأَ {لَا ذَلُولَ} ؛ فَعَلَى إِضْمَارِ خَبَرِ النَّفْيِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=68بَيْنَ ذَلِكَ أُضِيفَتْ {بَيْنَ} إِلَى {ذَلِكَ} ؛ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الْكَثْرَةِ، وَلَا يُضَافُ إِلَّا إِلَى مَا دَلَّ عَلَى أَكْثَرَ مِنَ الْوَاحِدِ، وَذَلِكَ يُرَادُ بِهِ مَرَّةً الْإِفْرَادُ، وَمَرَّةً الْجَمْعُ وَالْكَثْرَةُ; لِمُشَابَهَتِهِ الْمَوْصُولَةَ كَـ (الَّذِي) ، وَ (مَا) ؛ لِوُقُوعِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ بِعَيْنِهِ، هَذَا مَعْنَى قَوْلِ أَبِي عَلِيٍّ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : جَازَ; لِأَنَّ {ذَلِكَ} يَنُوبُ عَنِ الْجُمَلِ; كَقَوْلِ الْقَائِلِ: (ظَنَنْتُ زَيْدًا قَائِمًا) ، فَيَقُولُ الْمُجِيبُ لَهُ: (ظَنَنْتُ ذَلِكَ) .
nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَوْلُهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=69يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا : {مَا} : اسْتِفْهَامٌ مُبْتَدَأَةٌ، وَ {لَوْنُهَا} : الْخَبَرُ، وَيَجُوزُ نَصْبُ {لَوْنُهَا} عَلَى أَنْ تُقَدَّرَ {مَا} زَائِدَةً.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71تُثِيرُ الأَرْضَ : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الْمُضْمَرِ فِي {ذَلُولٌ} ، فِي قَوْلِ مَنْ جَعَلَ
[ ص: 265 ] الْمَعْنَى: لَيْسَتْ بِذَلُولٍ وَلَا مُثِيرَةٍ الْأَرْضَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ : نَعْتٌ لِـ {بَقَرَةٌ} ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَإٍ ثَانٍ مَحْذُوفٍ.
وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا : نَعَتٌ لِـ {بَقَرَةٌ} ، أَوْ خَبَرٌ ثَانٍ لِلْمُبْتَدَإِ الْمَحْذُوفِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=70إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا : الْبَقَرُ، وَالْبَاقُورُ، وَالْبَاقِرُ، وَالْبَيْقُورُ، وَالْبَقِيرُ، لُغَاتٌ بِمَعْنًى، وَالْعَرَبُ تُذَكِّرُهُ وَتُؤَنِّثُهُ، وَإِلَى ذَلِكَ تَرْجِعُ مَعَانِي الْقِرَاءَاتِ فِي {تَشَابَهَ} ، وَمَا فِيهَا سِوَى ذَلِكَ فَظَاهَرٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=70وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ الْجَوَابُ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرَّدِ مَحْذُوفٌ، وَجَوَابُهُ عِنْدَ غَيْرِهِ: (إِنَّ) وَمَا عَمِلَتْ فِيهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=71قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ : {الْآنَ} : ظَرْفٌ لِلزَّمَانِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، بُنِيَ لِمُخَالَفَتِهِ سَائِرَ مَا فِيهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ; إِذْ هُمَا فِيهِ لِغَيْرِ عَهْدٍ مُتَقَدِّمٍ وَلَا جِنْسٍ، [وَلَمْ يَتَعَرَّفْ بِهِمَا].
وَقِيلَ: الْأَصْلُ: (أَوَانَ) ، أُبْدِلَ مِنَ الْوَاوِ الْأَلِفُ، وَحُذِفَتْ إِحْدَى الْأَلِفَيْنِ; لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
[ ص: 266 ] أَنْكَرَ هَذَا
أَبُو عَلِيٍّ مِنْ حَيْثُ كَانَ مُشَبَّهًا بِالْحُرُوفِ وَالْأَصْوَاتِ، فَهُوَ غَيْرُ مُشْتَقٍّ مِنْ شَيْءٍ، كَمَا أَنَّ الْحُرُوفَ وَالْأَصْوَاتَ كَذَلِكَ، قَالَ: وَإِنَّمَا ضَارَعَ الْحَرْفَ; لِأَنَّهُ تَضَمَّنَ مَعْنَى حَرْفِ التَّعْرِيفِ; لِأَنَّهُ مُتَعَرِّفٌ بِغَيْرِ الْأَلِفِ وَاللَّامِ، أَلَا تَرَاهُ لَمْ يَأْتِ مُنَكَّرًا كَمَا يَأْتِي مَا تَعَرَّفَ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ; وَذَلِكَ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُرَادُ بِهِ مَا فِي الْوَقْتِ وَمَا هُوَ أَقَلُّ مِنَ الْقَلِيلِ فَهُوَ تَعْرِيفٌ لِذَلِكَ، وَقَدْ تَتَّسِعُ فِيهِ الْعَرَبُ، فَتَسْتَعْمِلُهُ لِلْوَقْتِ الَّذِي الْقَائِلُ فِيهِ وَمَا بَعْدَهُ; كَقَوْلِهِمْ: (أَنَا الْآنَ أَصِلُ مَنْ قَطَعَنِي) فَالْأَلِفُ وَاللَّامُ فِيهِ زَائِدَتَانِ، كَزِيَادَتِهِمَا فِي (بَنَاتِ الْأَوْبَرِ) ، وَ (يَا لَيْتَ أُمَّ الْعَمْرِو) ،
[ ص: 267 ] وَشَبَهِهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=74أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً قَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهِ، وَ (الْقَسْوَةُ) وَ (الْقَسَاوَةُ) لُغَتَانِ بِمَعْنًى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=74وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ : مَنْ خَفَّفَ {إِنَّ} ؛ فَهِيَ (إِنْ) الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ، وَ (اللَّامُ) لَازِمَةٌ لِلْفَرْقِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ (إِنْ) الَّتِي بِمَعْنَى (مَا) .
وَ (التَّاءُ) وَ (الْيَاءُ) فِي: {تَعْمَلُونَ} وَمَا كَانَ مِثْلَهُ; الْوَجْهُ فِيهِ ظَاهِرٌ.