التفسير:
وقوله: والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا : [قيل: معناه: تابوا من السيئة، وآمنوا] أن الله تعالى يقبل توبتهم، وقيل: معنى {وآمنوا}: استأنفوا عمل الإيمان.
ولما سكت عن موسى الغضب : شبه سكون الغضب بسكوت الناطق؛ من حيث كان فوره كالنطق، وسكونه كالسكوت.
وقيل: هو من المقلوب؛ والمعنى: ولما سكت موسى عن الغضب؛ فهو كقولك: (أدخلت القلنسوة في رأسي).
وقوله: أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون : وفي نسختها : فيما نسخ منها بعد ذهاب ما ذهب، ودخلت اللام في قوله: {لربهم} ؛ لأن المفعول لما تقدم؛ ضعف عمل الفعل فيه، فصار بمنزلة غير المتعدي. معنى
[ ص: 106 ] : المعنى: من أجل ربهم يرهبون. الأخفش
وقيل: المعنى: الذين هم رهبتهم لربهم؛ فاللام متعلقة بمصدر.
وحكى : أنه سمع الفرزدق يقول: (نقدت لها مئة درهم). الكسائي واختار موسى قومه أي: من قومه.
وقوله: أتهلكنا بما فعل السفهاء : لفظه لفظ الاستفهام، ومعناه: الدعاء والطلب.
وقيل: إنه عنى السبعين الذين سألوه أن يريهم الله جهرة؛ فالمعنى: أتهلك من بقي بعد السبعين بأن يكفروا ويضلوا إذا رجعت إليهم بغير السبعين.
: عبد السبعون العجل، فظن السدي موسى أنهم لم يعبدوه، فقال: أتهلكنا بما فعل السفهاء ، فلما أعلمه الله أن السبعين عبدوا العجل؛ قال: إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء .
وقيل: عنى بـ {السفهاء}: الذين عبدوا العجل سوى السبعين، ولم يعبده السبعون، قال : وإنما أخذتهم الرجفة؛ لأنهم لم ينهوا عن عبادة العجل، ولا رضوه. ابن عباس
[ ص: 107 ] واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة أي: طاعة.
وفي الآخرة أي: جزاء عليها.
إنا هدنا إليك أي: تبنا.
قال عذابي أصيب به من أشاء أي: من أشاء أن أضله.
ورحمتي وسعت كل شيء أي: في الدنيا، عن ، الحسن . وقتادة
: هي خاصة للمؤمنين. ابن عباس
فسأكتبها للذين يتقون أي: يتقون الشرك، وقيل: المعاصي.
: كتبها الله لهذه الأمة. ابن عباس
قال بعض المفسرين: طمع في هذه الآية كل شيء، حتى إبليس قال: أنا شيء، فقال الله تعالى: فسأكتبها للذين يتقون ، فقالت اليهود والنصارى: نحن متقون، فقال الله تعالى: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي .
ومعنى ويؤتون الزكاة : يعلمون ما يزكون به أنفسهم من الأعمال، عن . ابن عباس
ومعنى النبي الأمي : الذي لا يكتب، منسوب إلى ما ولدته عليه أمه، أو إلى الأمة؛ لأنها في الأصل لا تكتب، أو إلى أم القرى؛ وهي مكة.
الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يعني: صفته، وقد ذكرت في "الكبير" شيئا مما في التوراة والإنجيل من صفة نبينا عليه الصلاة والسلام الباقية، على أنهم قد غيروا منها ما هو أظهر وأبين.