التفسير:
nindex.php?page=treesubj&link=34077الأصل في {مهما} عند الخليل: (ما ما) ؛ أدخلت (ما) على (ما)، كما تدخل على سائر حروف الجزاء، وغيرت ألفها بأن قلبت هاء، فـ (ما) الأولى للجزاء،
[ ص: 85 ] والثانية للتوكيد.
وقيل: إن (مه) بمعنى: (اكفف)، و (ما): للشرط والجزاء، فكأنهم قالوا: اكفف، ما تأتنا به من آية لتسحرنا بها؛ فما نحن لك بمؤمنين.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=133فأرسلنا عليهم الطوفان : واحد {الطوفان} عند
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش : (طوفانة)، غيره: هو مصدر؛ كـ (الرجحان) و (النقصان).
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : أرسل عليهم الماء حتى قاموا فيه.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
وعطاء : {الطوفان}: الموت.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أمر طاف بهم من الله تعالى، وعنه أيضا: أنه الغرق.
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : مطر عظيم.
{والجراد}: معروف، أرسل عليهم، فأكل زروعهم وثمارهم.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : كان يأكل مسامير أرتجتهم وثيابهم.
{والقمل} في قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وغيره: السوس الذي يخرج من الحنطة.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : الدبى.
[ ص: 86 ] nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد : البراغيث.
أبو عبيدة: هو الحمنان؛ وهو ضرب من القراد، واحدتها: حمنانة.
وذكر بعض المفسرين: أنه كان
بعين شمس كثيب من تراب، فضربه
موسى بعصاه، فصار قملا، وواحد (القمل) : (قملة).
وقوله: {والضفادع} يعني: هذه المعروفة التي تكون في الماء، الواحدة: (ضفدع)، روي: أنها ملأت فرشهم، وأوعيتهم، وطعامهم، وآنيتهم.
{والدم}: روي: أن مياههم انقلبت دما، وكان الإسرائيلي والقبطي يشربان من إناء واحد؛ فيجده الإسرائيلي ماء، والقبطي دما، وكانت القبطية فيما روي- تقول للإسرائيلية: مجي في في من فيك، فتفعل ذلك؛ فيتحول دما.
[ ص: 87 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=133آيات مفصلات أي: مبينات ظاهرات، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وقيل: بعضها منفصل من بعض، قيل: كان بين الآية والآية ثمانية أيام.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=134ولما وقع عليهم الرجز يعني: العذاب،
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير : هو الطاعون، مات به من القبط سبعون ألفا، وقيل: المراد بـ {الرجز}: ما تقدم ذكره من الآيات.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=134ولنرسلن معك بني إسرائيل : كانوا قد حبسوهم يستخدمونهم، على ما تقدم ذكره.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=135إلى أجل هم بالغوه يعني: آجالهم.
ومعنى {ينكثون}: ينقضون ما عقدوه على أنفسهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=136فأغرقناهم في اليم أي: في البحر.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=137وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون يعني: بني إسرائيل.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=137مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة :
الشام ومصر. nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=137وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل قيل: هي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ، إلى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6ما كانوا يحذرون ، وقيل: هي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=129عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=137ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
[ ص: 88 ] nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد : أي: ما كانوا يبنون من القصور وغيرها،
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : هو تعريش الكرم.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=138وجاوزنا ببني إسرائيل البحر يعني: حين أغرق فرعون.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=138فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم أي: يلزمون عبادتها، قيل: كانوا من
الكنعانيين الذين أمر
موسى بقتالهم، وكانت أصنامهم -فيما روي- صور بقر.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=139إن هؤلاء متبر ما هم فيه أي: مدمر مهلك، و (التبار): الهلاك؛ يعني: أن العابد والمعبود مهلكان.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=140قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين أي: أطلبه لكم، وتقدم ذكر تفضيلهم على العالمين.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=142وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وغيره: هي ذو القعدة، وعشر من ذي الحجة، وقيل: إنه واعده أن يصوم الشهر، وينفرد بالعبادة، ثم أتم ذلك بعشر إلى وقت المناجاة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=142فتم ميقات ربه أربعين ليلة : تأكيد؛ ليعلم أن العشر ليست من جملة الثلاثين؛ إذ قد يتوهم أن المعنى: أتممنا الثلاثين بعشر منها، وقيل: لئلا يتوهم أن العشر عشر ساعات، وقيل: ليدل على انقضاء العدد، وأنه لم يبق منه شيء.
وذكر المفسرون: أن
موسى لما جاوز البحر؛ سأله قومه أن يأتيهم بكتاب،
[ ص: 89 ] وكان قد وعدهم بذلك، فاختار منهم سبعين رجلا، وخرج بهم، وأمره الله عز وجل أن يعلمهم أنه لن يأتيهم إلى تمام أربعين ليلة، وصعد
موسى الجبل، وبقوا ينتظرونه في أسفله، فعدوا عشرين يوما، وعشرين ليلة، وقالوا: قد أخلفنا موعده، وعمل
السامري العجل؛ فعبده
بنو إسرائيل.
التَّفْسِيرُ:
nindex.php?page=treesubj&link=34077الْأَصْلُ فِي {مَهْمَا} عِنْدَ الْخَلِيلِ: (مَا مَا) ؛ أُدْخِلَتْ (مَا) عَلَى (مَا)، كَمَا تَدْخُلُ عَلَى سَائِرِ حُرُوفِ الْجَزَاءِ، وَغُيِّرَتْ أَلْفُهَا بِأَنْ قُلِبَتْ هَاءً، فَـ (مَا) الْأُولَى لِلْجَزَاءِ،
[ ص: 85 ] وَالثَّانِيَةُ لِلتَّوْكِيدِ.
وَقِيلَ: إِنَّ (مَهْ) بِمَعْنَى: (اكْفُفْ)، وَ (مَا): لِلشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ، فَكَأَنَّهُمْ قَالُوا: اكْفُفْ، مَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا؛ فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=133فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ : وَاحِدُ {الطُّوفَانَ} عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشِ : (طُوفَانَةٌ)، غَيْرُهُ: هُوَ مَصْدَرٌ؛ كَـ (الرُّجْحَانِ) وَ (النُّقْصَانِ).
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : أَرْسَلَ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ حَتَّى قَامُوا فِيهِ.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
وَعَطَاءٌ : {الطُّوفَانَ}: الْمَوْتُ.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : أَمْرٌ طَافَ بِهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَعَنْهُ أَيْضًا: أَنَّهُ الْغَرَقُ.
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : مَطَرٌ عَظِيمٌ.
{وَالْجَرَادَ}: مَعْرُوفٌ، أُرْسِلُ عَلَيْهِمْ، فَأَكَلَ زُرُوعَهُمْ وَثِمَارَهُمْ.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : كَانَ يَأْكُلُ مَسَامِيرَ أَرْتِجَتِهِمْ وَثِيَابِهِمْ.
{وَالْقُمَّلَ} فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَغَيْرِهِ: السُّوسُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الْحِنْطَةِ.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : الدَّبَى.
[ ص: 86 ] nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ : الْبَرَاغِيثُ.
أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ الْحَمْنَانُ؛ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْقُرَادِ، وَاحِدَتُهَا: حَمْنَانَةُ.
وَذَكَرَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: أَنَّهُ كَانَ
بِعَيْنِ شَمْسٍ كَثِيبٌ مِنْ تُرَابٍ، فَضَرَبَهُ
مُوسَى بِعَصَاهُ، فَصَارَ قُمَّلًا، وَوَاحِدُ (الْقُمَّلَ) : (قُمَّلَةٌ).
وَقَوْلُهُ: {وَالضَّفَادِعَ} يَعْنِي: هَذِهِ الْمَعْرُوفَةَ الَّتِي تَكُونُ فِي الْمَاءِ، الْوَاحِدَةُ: (ضِفْدَعٌ)، رُوِيَ: أَنَّهَا مَلَأَتْ فُرُشَهُمْ، وَأَوْعِيَتَهُمْ، وَطَعَامَهُمْ، وَآنِيَتَهُمْ.
{وَالدَّمَ}: رُوِيَ: أَنَّ مِيَاهَهُمُ انْقَلَبَتْ دَمًا، وَكَانَ الْإِسْرَائِيلِيُّ وَالْقِبْطِيُّ يَشْرَبَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ؛ فَيَجِدُهُ الْإِسْرَائِيلِيُّ مَاءً، وَالْقِبْطِيُّ دَمًا، وَكَانَتِ الْقِبْطِيَّةُ فِيمَا رُوِيَ- تَقُولُ لَلْإِسْرَائِيلِيَّةِ: مُجِّي فِي فِيَّ مِنْ فِيكِ، فَتَفْعَلُ ذَلِكَ؛ فَيَتَحَوَّلُ دَمًا.
[ ص: 87 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=133آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ أَيْ: مُبَيَّنَاتٍ ظَاهِرَاتٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ ، وَقِيلَ: بَعْضُهَا مُنْفَصِلٌ مِنْ بَعْضٍ، قِيلَ: كَانَ بَيْنَ الْآيَةِ وَالْآيَةِ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=134وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ يَعْنِي: الْعَذَابَ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنُ جُبَيْرٍ : هُوَ الطَّاعُونُ، مَاتَ بِهِ مِنَ الْقِبْطِ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِـ {الرِّجْزُ}: مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنَ الْآيَاتِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=134وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ : كَانُوا قَدْ حَبَسُوهُمْ يَسْتَخْدِمُونَهُمْ، عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=135إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ يَعْنِي: آجَالَهُمْ.
وَمَعْنَى {يَنْكُثُونَ}: يَنْقُضُونَ مَا عَقَدُوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=136فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ أَيْ: فِي الْبَحْرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=137وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ يَعْنِي: بَنِي إِسْرَائِيلَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=137مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ :
الشَّامُ وَمِصْرُ. nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=137وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قِيلَ: هِيَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=5وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ ، إِلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=6مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ، وَقِيلَ: هِيَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=129عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=137وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
[ ص: 88 ] nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ : أَيْ: مَا كَانُوا يَبْنُونَ مِنَ الْقُصُورِ وَغَيْرِهَا،
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : هُوَ تَعْرِيشُ الْكَرْمِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=138وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ يَعْنِي: حِينَ أُغْرِقُ فِرْعَوْنُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=138فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ أَيْ: يَلْزَمُونَ عِبَادَتَهَا، قِيلَ: كَانُوا مِنَ
الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أُمِرَ
مُوسَى بِقِتَالِهِمْ، وَكَانَتْ أَصْنَامُهُمْ -فِيمَا رُوِيَ- صُوَرُ بَقَرٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=139إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ أَيْ: مُدَمَّرٌ مُهْلَكٌ، وَ (التَّبَارُ): الْهَلَاكُ؛ يَعْنِي: أَنَّ الْعَابِدَ وَالْمَعْبُودَ مُهْلَكَانِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=140قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ أَيْ: أَطْلُبُهُ لَكُمْ، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ تَفْضِيلِهِمْ عَلَى الْعَالَمِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=142وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ، وَغَيْرُهُ: هِيَ ذُو الْقَعْدَةِ، وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَقِيلَ: إِنَّهُ وَاعَدُهُ أَنْ يَصُومَ الشَّهْرَ، وَيَنْفَرِدَ بِالْعِبَادَةِ، ثُمَّ أَتَمَّ ذَلِكَ بِعَشْرٍ إِلَى وَقْتِ الْمُنَاجَاةِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=142فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً : تَأْكِيدٌ؛ لِيُعْلَمَ أَنَّ الْعَشْرَ لَيْسَتْ مِنْ جُمْلَةِ الثَّلَاثِينَ؛ إِذْ قَدْ يُتَوَهَّمُ أَنَّ الْمَعْنَى: أَتْمَمْنَا الثَّلَاثِينَ بِعَشْرٍ مِنْهَا، وَقِيلَ: لِئَلَّا يُتَوَهَّمَ أَنَّ الْعَشْرَ عَشْرُ سَاعَاتٍ، وَقِيلَ: لِيَدُلَّ عَلَى انْقِضَاءِ الْعَدَدِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ.
وَذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ: أَنَّ
مُوسَى لَمَّا جَاوَزَ الْبَحْرَ؛ سَأَلَهُ قَوْمُهُ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بِكِتَابٍ،
[ ص: 89 ] وَكَانَ قَدْ وَعَدَهُمْ بِذَلِكَ، فَاخْتَارَ مِنْهُمْ سَبْعِينَ رَجُلًا، وَخَرَجَ بِهِمْ، وَأَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعْلِمَهُمْ أَنَّهُ لَنْ يَأْتِيَهُمْ إِلَى تَمَامِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَصَعِدَ
مُوسَى الْجَبَلَ، وَبَقُوا يَنْتَظِرُونَهُ فِي أَسْفَلِهِ، فَعَدُّوا عِشْرِينَ يَوْمًا، وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، وَقَالُوا: قَدْ أَخْلَفَنَا مَوْعِدَهُ، وَعَمِلَ
السَّامِرِيُّ الْعِجْلَ؛ فَعَبَدَهُ
بَنُو إِسْرَائِيلَ.