حذف إحدى النونين من (أتحاجونني) تخفيف، وهي الثانية، وليست الأولى; لأنها نون الإعراب، والتشديد على إدغام النون في النون.
إلا أن يشاء ربي شيئا : استثناء منقطع، و (شيئا): يجوز أن يكون مصدرا مؤكدا; نحو قولك: (بعت بيعا)، ويجوز ألا يراد به المصدر، فيكون المعنى: إلا أن يشاء ربي أمرا، فيكون مفعولا.
وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه لا تخلو (حجتنا) من أن تكون خبرا لـ (تلك)، أو بدلا منها; فإن كانت بدلا منها; فـ (آتيناها): في موضع الخبر، و (على): متعلقة بمحذوف، وكذلك تكون أيضا متعلقة بمحذوف إن جعلت (حجتنا) خبرا لـ (تلك); لأنك تفصل بين المصدر وصلته، ويجوز إذا جعلت (حجتنا) الخبر أن يكون (آتيناها) في موضع الحال; على تقدير: وتلك حجتنا حجة آتيناها; فيجوز على هذا أن تكون (على) متعلقة بـ (الحجة); [ ص: 633 ] إذ لا يقع الفصل بين الصلة والموصول بما لا يجوز، ويجوز أن يكون (آتيناها إبراهيم) اعتراضا; لأنه مما يؤكد به
نرفع درجات من نشاء : (من) في قراءة من أضاف في موضع جر، وهي في قراءة من نون نصب بأنها مفعولة، و (درجات): منصوبة بحذف حرف الجر، أو على الظرف.
و داود وما عطف عليه: عطف على (نوح)، ولا يحمل على (إبراهيم); من أجل ذكر لوط، على ما قدمناه في التفسير.
وحذف الهمزة من (إلياس) تخفيف، وقد تقدم القول في نظائره.
واليسع : من قرأ بلامين; جاز أن يكون عربيا، فيكون (ليسع) كـ (ضيغم) في الصفات; فدخلته الألف واللام، على حد دخولهما في الصفات، وجاز أن يكون أعجميا عرب.
ومن قرأ بلام واحدة; فالاسم (يسع)، ودخلت الألف واللام زائدتين; [ ص: 634 ] كزيادتهما في نحو: الخمسة العشر، وفي نحو قوله: [من الطويل]
وجدنا اليزيد بن الوليد مباركا شديدا لأحناء الخلافة كاهله
وقد زادوهما في الفعل المضارع; نحو قوله: [من الطويل]
فيستخرج اليربوع من نافقائه ومن بيته ذي الشيخة اليتقصع)
يريد: الذي يتقصع.
ولا تكون الألف واللام في ( اليسع) للتعريف; إذ لا يصح أن يكونا فيه لعهد، ولا جنس، ولا يكون دخولهما فيه على حد دخولهما في نحو: (العباس) و (الحارث); لأن ما كان من ذلك الباب لا تجده إلا مشتقا، أو مشتقا منه، صفة كان أو مصدرا، والأصل في (الحارث) الصفة; نحو: (مررت برجل حارث)، ثم علقت الصفة على كل واحد بعينه، فنقل إلى العلم وفيه الألف [ ص: 635 ] واللام، على أنه الشيء بعينه، وكذلك المصدر - نحو: (الفضل) - هو على حد الصفة; لأنهم جعلوه عبارة عن الحدث بعينه، ويبين ذلك: أن اسم الجنس إذا لم يكن صفة، ولا مصدرا، إذا سمي به ; لم تلحق لام التعريف إلا على حد الزيادة، لا على حد دخولها في (العباس) ونحوه; نحو: (يربوع)، و (ثور)، ونحوهما، ومن قال: (حارث) و (عباس) إذا سمي بهما; جعلهما علما، ومن قال : (الحارث) و (العباس); فعلى أنهما الشيء بعينه ، كما تقدم، وهذا مذهب الخليل وسيبويه.
ولو كان دخول الألف واللام في (اليسع) على حد دخولهما في (العباس) ; لكان (يسع) فعلا، ويكون فيه ضمير، فيجب أن يحكى، وإذا وجب أن يحكى; لم يجز دخول الألف واللام عليه; لأن حرف التعريف لا يدخل على الفعل قبل أن ينقل، ولا بعد النقل.
وقد قيل : إنه اسم أعجمي عرب، فوافق لفظه لفظ المضارع، وليس به.
[ ص: 636 ] ليسوا بها بكافرين : (الباء في بها متعلقة بـ(كافرين)، والباء في بـ(كافرين) زائدة لتأكيد النفي، وهو خبر (ليس).
تجعلونه قراطيس : يحتمل أن يكون صفة لقوله: نورا وهدى ، فيكون في الصلة، ويحتمل أن يكون مستأنفا; والتقدير: تجعلونه ذا قراطيس.
وقوله: تبدونها وتخفون كثيرا : يحتمل أن يكون صفة لـ(قراطيس); لأن النكرة توصف بالجمل، ويحتمل أن يكون مستأنفا حسب ما تقدم، والياء والتاء ظاهران، وقد تقدم في التفسير.
ولتنذر أم القرى : الياء على معنى: ولينذر الكتاب، والتاء على مواجهة النبي صلى الله عليه وسلم بالخطاب.
ومن أفرد (الصلاة) في قوله : و على صلاتهم يحافظون ; فلأنها مصدر يؤدي عن القليل والكثير، ومن جمع; فلأن الصلاة حين سمي بها، وكثر استعمالها ; خرجت عن حكم المصدر، فجمعت.
ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله : موضع (من) جر; على العطف على (من) في (ممن افترى) .
اليوم تجزون عذاب الهون : العامل في (اليوم): (تجزون)، أو (أخرجوا) .
[ ص: 637 ] لقد تقطع بينكم : من نصب; جاز أن يكون في (تقطع) ضمير الفاعل، أضمر لدلالة ما تقدم عليه; والمعنى: لقد تقطع وصلكم بينكم، وجاز أن يكون (بينكم) هو الفاعل، ترك منصوبا على ما كان عليه في الظرفية.
ومن رفع; فعلى أنه اتسع فيه، فاستعمل استعمال الأسماء، فرفع بإسناد الفعل إليه، ومعنى (البين): الوصل، قال أهل اللغة: هو من الأضداد، يكون للوصل والافتراق.
ومن قرأ: (الأصباح); فهو جمع (صبح)، ومن كسرها; فهو مصدر.
(وجاعل الليل سكنا): هذه القراءة محمولة على (فالق) [على اللفظ، ومن قرأ: (وجعل الليل); حمله على معنى فالق ; لأن معناه: فلق [ ص: 638 ] الإصباح، ويقوي ذلك: أن (الشمس والقمر) منصوبان بفعل مضمر دل عليه فالق في قراءة من قرأ: (وجاعل الليل).
حسبانا : مصدر، وقال تقديره: بحسبان، فانتصب حين سقط الحرف، يدل عليه قوله في موضع آخر: الأخفش: الشمس والقمر بحسبان [الرحمن: 5].
وقد تقدم القول في: (فمستقر)، ومعنى (مستقر): قار، و (مستقر): مقر.
(ومستودع): يجوز أن يراد به المفعول، أو اسم المكان.
ومن النخل من طلعها قنوان : قوله: (من طلعها) بدل من (النخل)، فمن رفع بالظرف الثاني; وجب أن يكون في الأول ضمير، وإن أعمل الأول; صار في الثاني ذكر منه.
وفتح القاف من (قنوان) على أنه اسم للجمع غير مكسر، بمنزلة (ركب) عند وبمنزلة (الباقر) و (الجامل); لأن (فعلان) ليس من أمثلة الجمع. سيبويه،
وضم القاف على أنه جمع (قنو)، قال هي لغة الفراء: قيس وأهل الحجاز، والكسر هي اللغة المشهورة.
[ ص: 639 ] ومن رفع (جنات); فعلى تقدير: ولهم جنات، ولا تكون معطوفة على (قنوان); لأن الجنات من الأعناب لا تكون من القنوان، ومن كسر التاء; فهي منصوبة، محمولة على قوله: (فأخرجنا به).
ومن ضم الثاء والميم من (ثمره); احتمل أن يكون جمع (ثمرة); كـ (خشبة وخشب)، واحتمل أن يكون جمع (ثمار)، و (ثمار): جمع (ثمرة)، و [احتمل أن يكون جمع (ثمر) ])، و (ثمر): جمع (ثمرة).
وفتح الياء وضمها من (وينعه): لغتان، قال الضم لغة أهل الفراء: نجد.
ومن قرأ: (ويانعه); فمعناه: ومدركه.