التفسير:
يعني: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) آدم عليه السلام، (وخلق منها زوجها) يعني: حواء.
، ابن عباس ، وغيرهما: خلقت حواء من ضلع من أضلاع آدم، وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. والحسن
، وغيره: خلقت من قصيرى آدم. مجاهد
(وبث منهما رجالا) أي: نشر.
(واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) أي: تعاطفون به، عن . ابن عباس
: تعاهدون وتعاقدون. الضحاك
، الحسن ، وغيرهما: هو قولك: (أسألك بالله والرحم) . ومجاهد
، قتادة ، وغيرهما: المعنى: واتقوا الأرحام أن تقطعوها. والسدي
[ ص: 204 ] (إن الله كان عليكم رقيبا) أي: حفيظا، عن ، مجاهد : عليما. ابن زيد
(إنه كان حوبا كبيرا) : (الحوب) : الإثم، وأصله: الزجر للجمل، فسمي الإثم (حوبا) ; لأنه يزجر عنه، و (التحوب) : التأثم، وهو أيضا: التحزن، وهو أيضا: الصياح الشديد، كالزجر.
وقوله: (مثنى وثلاث ورباع) اثنتين اثنتين، وثلاثا ثلاثا، وجاء ذلك على بدل (ثلاث) من (مثنى) ، و (رباع) من (ثلاث) ، ولذلك عطف بالواو، ولم يعطف بـ(أو) ، ولو جاء بـ(أو) ;) ; لجاز ألا يكون لصاحب المثنى ثلاث، ولا لصاحب الثلاث رباع.
وليس قول من قال من جهلة المبتدعة: (إن هذه الآية أحلت تزويج تسع نسوة) بشيء نتشاغل بالرد على قائله; فالعرب لا تدع أن تقول: تسعة) ، وتقول: اثنان وثلاثة، وأربعة، وهذا خلف من الكفر، وعي من الابتداع.
(فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا) : أصل (الهنيء) : من (هنأت البعير) ; إذا طليته بالقطران; لتشفيه من مرض، فكأن الهنيء شفاء من فقر أو ما أشبهه، [ ص: 205 ] يقال: (هنأني الطعام، ومرأني) ، وكل ما لم أذكره في هذا الفصل; فقد تقدم ذكره في الأحكام.
(إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا) : روي: أن يقوم من قبره ولهب النار يخرج من فيه، وأنفه، وعينيه، وأذنيه. وقيل: هو تمثيل; معناه: أن أكل ذلك يصيرهم إلى النار. آكل مال اليتيم
: هي لأهل الشرك حين كانوا لا يورثونهم، ويأكلون أموالهم. ابن زيد
(وسيصلون سعيرا) : مأخوذ من (الصلا) ; وهو لزوم النار للإحراق، والتسخين، والإنضاج، و (السعير) : اشتعال النار.
(إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة) : قال : الدنيا كلها جهالة. عكرمة
، مجاهد : كل معصية لله جهالة، ولو أتى المعصية وهو لا يعلم أنها معصية، لكان خطأ. وقتادة
(ثم يتوبون من قريب) : قال : كل ما دون الموت; فهو قريب، [ ص: 206 ] وقيل: إن ذلك قبل أن يعاين الملائكة. الضحاك
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: "من تاب قبل أن يغرغر; قبل الله توبته".
: نزلت الأولى في المؤمنين; يعني: (إنما التوبة على الله) الآية، قال: والوسطى في المنافقين; يعني: (وليست التوبة للذين يعملون السيئات) إلى قوله: (إني تبت الآن) ، قال: والأخرى في الكفار; يعني: قوله: (ولا الذين يموتون وهم كفار) . الربيع بن أنس
وقيل: بل كلها في المسلمين.
وقوله: (وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض) : قال : (الإفضاء) : الغشيان، وقيل: هو الخلوة وإن لم يجامع، وأصله: المخالطة، والشيء المختلط: (فضى) ، مقصور. ابن عباس
(وأخذن منكم ميثاقا غليظا) : قال ، الحسن وغيرهما: هو إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان. وابن سيرين
، مجاهد هي كلمة النكاح التي يستحل بها الفرج. وابن زيد: