الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 89 ] * * *

                                                                                                                                                                                                                                      القول في قوله تعالى: أفغير دين الله يبغون إلى قوله: يردوكم بعد إيمانكم كافرين [الآيات: 82-100].

                                                                                                                                                                                                                                      أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون قل آمنا بالله وما أنـزل علينا وما أنـزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنـزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين . فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون [ ص: 90 ] قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين

                                                                                                                                                                                                                                      الأحكام:

                                                                                                                                                                                                                                      تقدم القول في: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: (ومن دخله كان آمنا) : أكثر العلماء على أن الحدود تقام في الحرم، وهو مذهب مالك ، ومجاهد ، والزهري ، وغيرهم، وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام بقتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس : من أصاب حدا في الحرم; أقيم عليه فيه، فإن أصابه في الحل، ولجأ إلى الحرم; لم يكلم، ولم يبايع، حتى يخرج من الحرم، فيقام عليه الحد.

                                                                                                                                                                                                                                      الشعبي : إن جنى في الحرم، أقيم عليه الحد، وإن جنى في الحل، ثم لجأ إلى الحرم; فقد أمن، ولا يعرض له.

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى بن جعدة: المعنى: ومن دخله كان آمنا من النار.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 91 ] وقد ذهب بعضهم إلى أن (من) ههنا لما لا يعقل، والآية في أمان الصيد، وهو شاذ.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: كان ذلك في الجاهلية، ثم نسخ، ولا نسخ فيها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية