فشربوا منه إلا قليلا منهم وقوله: الحسن، وغيرهما: الذين لم يشربوا منه كانت عدتهم ثلاث مئة وبضعة عشر رجلا. وقتادة،
: عدة أصحاب ابن عباس بدر.
[ ص: 561 ] بجالوت وجنوده فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم هذا قول من ضعفت بصيرته من المؤمنين، قاله الحسن، وقتادة، . وابن زيد
ابن عباس، : هو من قول الكفار الذين رجعوا عن والسدي طالوت.
قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله : معنى {يظنون} : يوقنون. السدي
غيره: يظنون أنهم يقتلون في تلك الحرب; لقلتهم.
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله : (الفئة) : الطائفة من الناس; أي: القطعة، من (فأوت رأسه بالسيف) ، و(فأيته) ؛ أي: قطعته.
ولما برزوا لجالوت وجنوده : (البروز) : أصله من الظهور.
أفرغ علينا صبرا أي: اصببه علينا.
وثبت أقدامنا أي: ثبتنا بالصبر عند اللقاء.
فهزموهم بإذن الله أي: كسروهم، وردوهم، ومنه: (تهزم السقاء) ؛ إذا يبس وتصدع.
وقتل داود جالوت : هو داود النبي صلى الله عليه وسلم، كان في عسكر طالوت، فبرز [ ص: 562 ] إلى جالوت، فقتله بحجر رماه به، فيروى: أن طالوت انخلع، وولى داود عليه السلام، وقيل: لم يملك إلا بعد موت طالوت.
وآتاه الله الملك والحكمة : (الحكمة) : النبوة.
وعلمه مما يشاء قيل: عمل الدروع وشبهها.
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض يعني: الجهاد.
وقيل: المعنى لولا أن الله يدفع بمن يتقي عمن لا يتقي، وبمن يصلي عمن لا يصلي; لأهلك الناس بذنوبهم.
تلك آيات الله : إشارة إلى ما تقدم ذكره.
وإنك لمن المرسلين : نبه عز وجل أن هذه الآيات لا يعلمها إلا نبي مرسل.
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله يعني: موسى عليه السلام.
ورفع بعضهم درجات يعني: محمدا صلى الله عليه وسلم، قاله . مجاهد
عيسى ابن مريم البينات وآتينا يعني: العلامات الواضحة من إحياء الموتى وغيره، وتقدم القول في روح القدس .
ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم أي: من بعد الرسل، وقيل: الضمير لموسى وعيسى عليه السلام، والاثنان جمع كما تقدم، والمعنى: ولو شاء الله ما أمر بالقتال [ ص: 563 ] بعد وضوح الآيات.
وقيل: لو شاء الله; لحال بينهم وبين القتال.
وقيل: المعنى: لو شاء الله; لاضطرهم إلى الإيمان.
وقوله: أنفقوا مما رزقناكم أي: تصدقوا.
قال : الزكاة، وقال الحسن : الزكاة والتطوع. ابن جبير
و(الخلة) : خالص المودة، مأخوذة من تخلل الأسرار بين الصديقين، وقيل: لأن كل واحد من الصديقين يسد خلل صاحبه.
الله لا إله إلا هو الحي القيوم : {القيوم} : (فيعول) من (قام) ؛ أي: القائم بتدبير ما خلق، عن . قتادة
: الدائم الوجود. ابن جبير
: القائم على كل نفس بما كسبت، حتى يجازيها بعملها من حيث هو عالم به. الحسن
: الذي لا يزول. ابن عباس
ولا يكون (قيوم) (فعولا) ؛ لأنه من الواو، فكان يكون (قؤوما) .
لا تأخذه سنة ولا نوم قال الحسن، : أي: نعسة. وقتادة
: السنة: ريح النوم الذي يأخذ في الوجه، فينعس الإنسان. السدي
[ ص: 564 ] : هو أن يكون بين النائم واليقظان; وهو الوسنان. الربيع بن أنس
و(النوم) : الاستثقال.
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم أي: ما مضى من الدنيا، وما خلفهم أي: من الآخرة، عن مجاهد، وغيرهما، وقيل: ما مضى أمامهم، وما يكون خلفهم في الدنيا. والسدي،
وفي هذا دليل على أن وأنه لم يزل عالما، ولا يزال كذلك. علم الله عز وجل قديم،
وسع كرسيه السماوات والأرض قال : يعني: علمه، وعنه أيضا: قدر القدمين، ومعنى ذلك: تقدم علمه، ومنه قوله: ابن عباس قدم صدق [يونس: 2] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: « »؛ أي: من سبق في قديم علمه أنه فيها. لا تسكن جهنم حتى يضع الله قدمه فيها
: الكرسي: العرش، وقيل: سرير دون العرش، وقيل: {كرسيه} : ملكه. الحسن
و(الكرسي) في اللغة: الذي يعتمد عليه، وأصله: من لزوم الشيء، وتراكب بعضه على بعض.
وهو العلي أي: العلي بالقدرة والسلطان، والمنزه عن الصواحب، والأولاد، والأشباه، والأضداد.
[ ص: 565 ] و {العظيم} أي: العظيم السلطان والشأن.
قد تبين الرشد من الغي : {الغي} : ضد {الرشد} .
و(الطاغوت) : الشيطان، عن رضي الله عنه وغيره، عمر بن الخطاب : الشياطين، الحسن الكاهن، سعيد بن جبير: : الساحر، وقيل: الأصنام، وقيل: كل معبود من دون الله، وقيل: مردة الإنس والجن. أبو العالية
وأصله: (فعلوت) ، من (طغيت) أو (طغوت) ، فقلبت، فصار: (طوغوت) أو (طيغوت) ، ثم قلبت الواو والياء ألفا.
{الطاغوت} : اسم واحد مؤنث، يقع على الجميع. سيبويه:
و(العروة الوثقى) : لا إله إلا الله، في قول ابن عباس، : الإيمان. مجاهد
لا انفصام لها أي: لا انقطاع لها.
الله ولي الذين آمنوا أي: ناصرهم، وأصل (الولي) : القريب، من (ولي كذا) ؛ إذا قرب منه، فالمؤمنون قريبون من نصر الله ورحمته.
يخرجهم من الظلمات إلى النور : من الكفر إلى الإيمان.
يخرجونهم من النور إلى الظلمات : من الإيمان إلى الكفر، ولم يكونوا في الإيمان، ولكن العرب تستعمل ذلك، فيقول أحدهم: (أخرجتني من عنايتك) ، [ ص: 566 ] ولم يكن فيها.
: هي مخصوصة في قوم ارتدوا عن الإسلام. مجاهد
ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه يعني: نمرود بن كنعان، قيل: إنه أول من ملك الأرض، وكان الناس يمتارون الطعام من عنده، فلا يمر به أحد إلا قال له: من ربك؟ فلما مر به إبراهيم عليه السلام; قال له ذلك، فرد عليه إبراهيم ما أخبر الله تعالى به.
والهاء في {ربه} : يجوز أن تكون لإبراهيم، ويجوز أن تكون لنمرود، وكذلك: أن آتاه الله الملك ، فإن كانت لإبراهيم; فـ {الملك} : النبوة.
فبهت الذي كفر يعني: نمرود; أي: سكت، ولم يجد جوابا، ورده بغير طعام، فيروى: أنه ملأ أوعيته رملا; ليطيب نفوس أهله أول دخوله عليهم، فوجدوها طعاما.