[ ص: 141 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=9يخادعون الله أي: يخادعونه عند أنفسهم، وعلى ظنهم، وقيل: قال ذلك; لعلمهم عمل المخادع، وقيل: المعنى: يخادعون رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، وغيره.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=9وما يخدعون إلا أنفسهم أي: عقوبة خداعهم راجعة عليهم، وأصل (الخديعة) في اللغة: الإخفاء.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=9وما يشعرون [أي: ليس يشعرون] أن وبال ذلك راجع عليهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10في قلوبهم مرض أي: شك ونفاق.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10فزادهم الله مرضا أي: شكا ونفاقا جزاء على كفرهم، وقيل: زادهم مرضا بما أنزل من الآيات فكفروا بها.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10بما كانوا يكذبون أي: بتكذيبهم الرسل، ومعنى التخفيف: بكذبهم وقولهم: آمنا، وليسوا بمؤمنين.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=11وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون قالوا ذلك; إظهارا للإصلاح وهم فيه كاذبون، وقيل: لأن إفسادهم عندهم إصلاح.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=12ألا إنهم هم المفسدون nindex.php?page=treesubj&link=28973 [الفائدة في قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=12ألا إنهم هم المفسدون إعلام
[ ص: 142 ] الناس أن المنافقين قالوا: إن
محمدا مفسد، فرد الله تعالى عليهم قولهم بالألف واللام إشارة إلى قولهم].
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=12ولكن لا يشعرون أي: لا يشعرون أن الله تعالى يطلع نبيه على إفسادهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=13وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس الناس} : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وعنه أيضا: مؤمنو أهل الكتاب.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=13قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء أصل (السفه) : الخفة، فهو في الناس خفة الحلم.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا هذا كله في المنافقين.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14وإذا خلوا إلى شياطينهم يعني: رؤساءهم في الكفر، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي: يعني: شياطين الجن، ودخول {إلى} ههنا على معنى: خلوا من المؤمنين إلى شياطينهم، وقيل: {إلى} بمعنى: (مع) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15الله يستهزئ بهم أي: يجازيهم على استهزائهم، والعرب تستعمل ذلك كثيرا.
وقيل: هو إظهاره لهم في الدنيا خلاف ما لهم في الآخرة.
وقيل: هو أخذه إياهم من حيث لا يعلمون.
وقيل: معناه: يعيبهم.
وقيل: يعطي المؤمنين في القيامة نورا، فيتبعه المنافقون، فيحال بينهم وبينه.
[ ص: 143 ] وقيل: تفتح أبواب النار، فإذا هموا بالخروج منها أغلقت دونهم، روي معناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وقيل: تخمد النار، فيمشون عليها، فتخسف بهم، روي معناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15ويمدهم في طغيانهم يعمهون أي: يملي لهم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود، و {طغيانهم} : غلوهم في كفرهم،
nindex.php?page=treesubj&link=28973ومعنى {يعمهون} : يتحيرون،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : يترددون في ضلالتهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى العرب تستعمل ذلك كثيرا في كل من استبدل شيئا بشيء.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16فما ربحت تجارتهم العرب تقول: (ربح تجره) على الاتساع، والمعنى: ربح في تجره.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16وما كانوا مهتدين أي: في اشترائهم الضلالة بالهدى، وقيل: في علم الله تعالى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=17مثلهم كمثل الذي استوقد نارا قيل: معناه: أوقدها، وقيل: استوقدها من غيره، و {الذي} : اسم مبهم يقع للواحد والجميع، فلذلك شبه الجماعة به، وقيل: لأن القصد إلى تشبيه الفعل بالفعل، لا تشبيه العين بالعين.
[ ص: 144 ] وهذا مثل ضربه الله تعالى للمنافق; لأنه أظهر الإسلام، فحقن به دمه، ومشى في حرمته وضيائه، ثم سلبه في الآخرة عند حاجته إليه، روي معناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، وغيره.
[ ص: 141 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=9يُخَادِعُونَ اللَّهَ أَيْ: يُخَادِعُونَهُ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ، وَعَلَى ظَنِّهِمْ، وَقِيلَ: قَالَ ذَلِكَ; لِعِلْمِهِمْ عَمَلَ الْمُخَادِعِ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى: يُخَادِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=9وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ أَيْ: عُقُوبَةُ خِدَاعِهِمْ رَاجِعَةٌ عَلَيْهِمْ، وَأَصْلُ (الْخَدِيعَةِ) فِي اللُّغَةِ: الْإِخْفَاءُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=9وَمَا يَشْعُرُونَ [أَيْ: لَيْسَ يَشْعُرُونَ] أَنَّ وَبَالَ ذَلِكَ رَاجِعٌ عَلَيْهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَيْ: شَكٌّ وَنِفَاقٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا أَيْ: شَكًّا وَنِفَاقًا جَزَاءً عَلَى كُفْرِهِمْ، وَقِيلَ: زَادَهُمْ مَرَضًا بِمَا أَنْزَلَ مِنَ الْآيَاتِ فَكَفَرُوا بِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ أَيْ: بِتَكْذِيبِهِمُ الرُّسُلَ، وَمَعْنَى التَّخْفِيفِ: بِكَذِبِهِمْ وَقَوْلِهِمْ: آمَنَّا، وَلَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=11وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ قَالُوا ذَلِكَ; إِظْهَارًا لِلْإِصْلَاحِ وَهُمْ فِيهِ كَاذِبُونَ، وَقِيلَ: لِأَنَّ إِفْسَادَهُمْ عِنْدَهُمْ إِصْلَاحٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=12أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28973 [الْفَائِدَةُ فِي قَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=12أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ إِعْلَامُ
[ ص: 142 ] النَّاسِ أَنَّ الْمُنَافِقِينَ قَالُوا: إِنَّ
مُحَمَّدًا مُفْسِدٌ، فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ قَوْلَهُمْ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ إِشَارَةً إِلَى قَوْلِهِمْ].
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=12وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ أَيْ: لَا يَشْعُرُونَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُطْلِعُ نَبِيَّهُ عَلَى إِفْسَادِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=13وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ النَّاسُ} : أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْهُ أَيْضًا: مُؤْمِنُو أَهْلِ الْكِتَابِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=13قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَصْلُ (السَّفَهِ) : الْخِفَّةُ، فَهُوَ فِي النَّاسِ خِفَّةُ الْحِلْمِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا هَذَا كُلُّهُ فِي الْمُنَافِقِينَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=14وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ يَعْنِي: رُؤَسَاءَهُمْ فِي الْكُفْرِ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيُّ: يَعْنِي: شَيَاطِينَ الْجِنِّ، وَدُخُولُ {إِلَى} هَهُنَا عَلَى مَعْنَى: خَلَوْا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ، وَقِيلَ: {إِلَى} بِمَعْنَى: (مَعَ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ أَيْ: يُجَازِيهِمْ عَلَى اسْتِهْزَائِهِمْ، وَالْعَرَبُ تَسْتَعْمِلُ ذَلِكَ كَثِيرًا.
وَقِيلَ: هُوَ إِظْهَارُهُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِلَافَ مَا لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ.
وَقِيلَ: هُوَ أَخْذُهُ إِيَّاهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: يَعِيبُهُمْ.
وَقِيلَ: يُعْطِي الْمُؤْمِنِينَ فِي الْقِيَامَةِ نُورًا، فَيَتْبَعُهُ الْمُنَافِقُونَ، فَيُحَالُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ.
[ ص: 143 ] وَقِيلَ: تُفْتَحُ أَبْوَابُ النَّارِ، فَإِذَا هَمُّوا بِالْخُرُوجِ مِنْهَا أُغْلِقَتْ دُونَهُمْ، رُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَقِيلَ: تَخْمُدُ النَّارُ، فَيَمْشُونَ عَلَيْهَا، فَتُخْسَفُ بِهِمْ، رُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ أَيْ: يُمْلِي لَهُمْ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَ {طُغْيَانِهِمْ} : غُلُوُّهُمْ فِي كُفْرِهِمْ،
nindex.php?page=treesubj&link=28973وَمَعْنَى {يَعْمَهُونَ} : يَتَحَيَّرُونَ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : يَتَرَدَّدُونَ فِي ضَلَالَتِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى الْعَرَبُ تَسْتَعْمِلُ ذَلِكَ كَثِيرًا فِي كُلِّ مَنِ اسْتَبْدَلَ شَيْئًا بِشَيْءٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ الْعَرَبُ تَقُولُ: (رَبِحَ تَجْرَهُ) عَلَى الِاتِّسَاعِ، وَالْمَعْنَى: رَبِحَ فِي تَجْرِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=16وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ أَيْ: فِي اشْتِرَائِهِمُ الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى، وَقِيلَ: فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=17مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا قِيلَ: مَعْنَاهُ: أَوْقَدَهَا، وَقِيلَ: اسْتَوْقَدَهَا مِنْ غَيْرِهِ، وَ {الَّذِي} : اسْمٌ مُبْهَمٌ يَقَعُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمِيعِ، فَلِذَلِكَ شَبَّهَ الْجَمَاعَةَ بِهِ، وَقِيلَ: لِأَنَّ الْقَصْدَ إِلَى تَشْبِيهِ الْفِعْلِ بِالْفِعْلِ، لَا تَشْبِيهَ الْعَيْنِ بِالْعَيْنِ.
[ ص: 144 ] وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمُنَافِقِ; لِأَنَّهُ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ، فَحُقِنَ بِهِ دَمُهُ، وَمَشَى فِي حُرْمَتِهِ وَضِيَائِهِ، ثُمَّ سُلِبَهُ فِي الْآخِرَةِ عِنْدَ حَاجَتِهِ إِلَيْهِ، رُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسْنِ، وَغَيْرِهِ.