التفسير:
هذه السورة في قول سائر أهل التأويل، ونزل منها أول ما نزل إلى: أول سورة نزلت من القرآن علم الإنسان ما لم يعلم} ، و (العلق) : جمع (علقة) .
وقوله: علم بالقلم أي: علم الإنسان الخط بالقلم.
وقوله: ليطغى أن رآه استغنى أي: لأن رآه استغنى.
وقوله: أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى يعني: أبا جهل; إذ نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الصلاة، وفي الكلام حذف; والمعنى: أأمن هذا الناهي عن الصلاة [ ص: 134 ] من العقوبة؟
وقوله: {أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أي: أرأيت إن كان محمد على هذه الصفة; أليس ناهيه عن الصلاة هالكا؟
وقوله: ألم يعلم بأن الله يرى : تقرير وتوبيخ.
وقوله: {كلا} : ردع وزجر لأبي جهل، وتكذيب له فيما قاله للنبي عليه الصلاة والسلام حين توعده، فيوقف عليها على هذا التقدير، ويجوز أن تكون بمعنى: (حقا) ، أو (ألا) ; فيبتدأ بها.
وقوله: لنسفعا بالناصية : قيل: معناه: لنأخذن بناصيته في النار.
وقيل: هو مأخوذ من (سفعته النار، والشمس) ; إذا غيرت وجهه; فالمعنى على هذا: لنسودن وجهه; فاستغنى بذكر (الناصية) عن (الوجه) ، وحكى أبو عبيدة: (سفعت بيده) ; إذا أخذت بيده.
المعنى: لنأخذن بناصيته; أي: لنذلنه، و (الناصية) : مقدم الرأس. الفراء:
وقوله: {فليدع ناديه أي: أهل ناديه، و (النادي) و (الندي) : المجلس، وقد تقدم ذكره.
وقوله: سندع الزبانية أي: الملائكة، عن وغيره، وهو مأخوذ [ ص: 135 ] من (الزبن) ; وهو الدفع. ابن عباس
واحدهم: (زبني) . الكسائي:
عيسى بن عمر، (زابن) ، وقيل: (زبنية) ، وقيل: واحدهم: (زباني) ، وقيل: هو اسم للجمع; كـ {أبابيل} [الفيل:3]. والأخفش:
وقوله: كلا لا تطعه أي: لا تطع أبا جهل، {واسجد} لربك، {واقترب} إليه بالطاعة.