وقوله: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم روي عن [ ص: 448 ] وغيره: أنها نزلت في التجارة في الحج؛ فإنهم كانوا يتحرجون منها فيه. ابن عباس
وقوله: أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام .
قال : إن مالك بمزدلفة ولم ينزل؛ فعليه دم، فإن نزل بها ثم دفع منها بعد أن نزل؛ أجزأه، ولا دم عليه، وإن كان دفعه أول الليل، أو آخره، أو وسطه. مر
: إن خرج منها بعد نصف الليل؛ فلا شيء عليه، وإن خرج قبل نصف الليل؛ افتدي بشاة. الشافعي
وأصحابه، وغيرهم: إن لم يبت بها، ولم يقف بالمشعر الحرام؛ أهراق دما. أبو حنيفة،
الشعبي : إن فاته الوقوف بها؛ فاته الحج. والنخعي
ومزدلفة كلها هي المشعر الحرام.
ندب عند أكثر أهل العلم. وأمر الله تعالى بذكره عند المشعر الحرام
وقوله: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس يعني: عرفة، عن رضي الله عنها، [ ص: 449 ] عائشة وأكثر المفسرين؛ وذلك لأن قريشا كانت تقف وابن عباس، بالمزدلفة، ويقف سائر الناس بعرفة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث يقف مع الناس بعرفة هداية من الله تعالى إياه، فأمرهم الله تعالى بالوقوف حيث يقف الناس، والإفاضة من حيث يفيضون.
و (الناس) ههنا: العرب، وقيل: إبراهيم عليه السلام.
و (ثم) محمولة على المعنى، كأن المعنى: أحرموا بالحج على ما بين لكم، ثم أفيضوا - يا معشر قريش - من حيث أفاض الناس بعد الوقوف بعرفة.
وقيل: إن (ثم) بمعنى الواو.
: من قال: إن الإفاضة يعني بها: الطبري عرفات؛ ففي الكلام واستغفروا الله إن الله غفور رحيم، وما تفعلوا من خير يعلمه الله...) إلى قوله: تقديم وتأخير، التقدير: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، ثم أفيضوا - يا معشر قريش - من حيث أفاض الناس، فاذكروا الله عند المشعر الحرام .
وقيل: إن المراد بقوله: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس): مزدلفة، فـ (ثم) - على هذا- على بابها.
وقوله: فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا [ ص: 450 ] قال : كانت العرب إذا قضت مناسكها، وأقاموا ابن عباس بمنى؛ يقوم الرجل فيقول: اللهم إن أبي كان عظيم الجفنة، عظيم القبة، كثير المال، فأعطني مثل ما أعطيت أبي، فنزلت الآية في ذلك، [وهو إخبار عما كانوا يفعلون].