التفسير:
سبح اسم ربك الأعلى أي: سبح ربك; أي: نزهه عن السوء، وقيل: المعنى: نزهه أن تسمي باسمه غيره.
وقد تقدم معنى فسوى .
وقوله: قدر فهدى : قال قدر خلقه. الفراء:
وقوله: {فهدى}: قيل: معناه: هدى وأضل، فحذف; لعلم السامع، وقيل: هدى إلى الخير، وإلى الشر، وهدى البهائم للمراعي، وقيل: هدى الذكر من [ ص: 80 ] البهائم لإتيان الأنثى.
وقوله: فجعله غثاء أحوى : (الغثاء): ما يقذف به السيل على جانب الوادي من الحشيش والنبات.
(الغثاء) الشيء اليابس، ويقال للبقل إذا يبس وتحطم: (غثاء)، و (هشيم). قتادة:
و (الأحوى): الأسود، ويجوز أن يكون {أحوى} حالا لـ المرعى ، ويكون المعنى: كأنه من خضرته يضرب إلى السواد; والتقدير: أخرج المرعى أحوى، فجعله غثاء، ويجوز أن يكون أحوى صفة لـ {غثاء}; والمعنى: أنه صار كذلك بعد خضرته.
وقوله: سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله أي: لست تترك إلا ما شاء الله أن تتركه بأن ينسخه; أي: ينسخ رسمه وحكمه، أو رسمه دون حكمه، أو حكمه دون رسمه.
وقيل: هو من النسيان; والمعنى: إلا ما شاء الله أن ينسيك إياه مما يرفع حكمه ورسمه، روي معناه عن الحسن، (لا) للنفي، لا للنهي. وقتادة،
وقيل: المعنى: فجعله غثاء أحوى إلا ما شاء الله أن يناله بنو آدم والبهائم، فإنه لا يصير كذلك.
وقوله: ونيسرك لليسرى أي: للطريقة اليسرى; وهي عمل الخير.
[ ص: 81 ] وقوله: فذكر إن نفعت الذكرى : قيل: المعنى: إن نفعت الذكرى، أو لم تنفع، فحذف، وقيل: إنه مخصوص في قوم بأعيانهم.
وقوله: ويتجنبها الأشقى أي: يتجنب الذكرى الأشقى.
الذي يصلى النار الكبرى يعني: نار جهنم، عن قال: و (الصغرى): نار الدنيا. الحسن،
الفراء: {الكبرى}: الطبقة السفلى في جهنم.
وقوله: إن هذا لفي الصحف الأولى يعني: إن هذا الذكر الذي في هذه السورة، وقيل: المعنى: إن قوله: بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى لفي الصحف الأولى.