الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3718 462 \ 3572 - وعن النزال بن سبرة nindex.php?page=hadith&LINKID=675153أن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا دعا بماء فشربه وهو قائم ثم [ ص: 598 ] قال إن رجالا يكره أحدهم أن يفعل هذا وقد nindex.php?page=treesubj&link=32228_18358رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل مثل ما رأيتموني أفعله
قال ابن القيم رحمه الله: وقد خرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري " nindex.php?page=hadith&LINKID=660779أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما ".
وفيه أيضا: عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " nindex.php?page=treesubj&link=18371_18360nindex.php?page=hadith&LINKID=75502لا يشربن أحد منكم قائما: فمن نسي فليستقئ ".
وفي الصحيحين: عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=651529سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمزم، فشرب وهو قائم ".
وفي لفظ آخر " فحلف عكرمة: ما كان يومئذ إلا على بعير ".
فاختلف في هذه الأحاديث: فقوم سلكوا بها مسلك النسخ وقالوا آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشرب قائما، كما شرب في حجة الوداع.
وقالت طائفة: في ثبوت النسخ بذلك نظر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لعله شرب قائما لعذر، [ ص: 599 ] وقد حلف عكرمة: أنه كان حينئذ راكبا، وحديث علي قصة عين، فلا عموم لها.
وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جدته كبشة قالت " nindex.php?page=hadith&LINKID=664184دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي البيت قربة معلقة، فشرب قائما، فقمت إلى فيها فقطعته ".
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: حديث صحيح. وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في مسنده عن nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم قالت " nindex.php?page=hadith&LINKID=664184دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت قربة معلقة، فشرب منها وهو قائم، فقطعت فاها، فإنه لعندي ".
فدلت هذه الوقائع على أن الشرب منها قائما كان لحاجة، لكون القربة معلقة وكذلك شربه من زمزم أيضا لعله لم يتمكن من القعود لضيق الموضع أو لزحام وغيره.
وبالجملة: فالنسخ لا يثبت بمثل ذلك.
وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر " nindex.php?page=hadith&LINKID=664172كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نأكل ونحن [ ص: 600 ] نمشي، ونشرب ونحن قيام " رواه الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه، فلا يدل أيضا على النسخ إلا بعد ثلاثة أمور: مقاومته لأحاديث النهي في الصحة، وبلوغ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، وتأخره عن أحاديث النهي، وبعد ذلك فهو حكاية فعل، لا عموم لها، فإثبات النسخ بهذا عسير، والله أعلم.