فصل
وأما قولكم: إنه لم يصرح بسماعه من فعلى تقدير ثبوت العلم بهذا النفي: لا يخرج الحديث عن كونه حسنا، فإنه قد لقي يعقوب بن عتبة، يعقوب، وسمع منه، وفي "الصحيح" قطعة من الاحتجاج بعنعنة المدلس: كأبي الزبير، عن جابر، وسفيان، عن ونظائر [ق244] كثيرة لذلك. عمرو بن دينار،
وأما قولكم: تفرد به ولم يرو عنه أحد من أصحاب [ ص: 235 ] "الصحيح"; فهذا ليس بعلة باتفاق المحدثين، فإن يعقوب بن عتبة، يعقوب لم يضعفه أحد، وكم من ثقة قد احتجوا به، وهو غير مخرج عنه في "الصحيحين"
وهذا هو الجواب، عن تفرد محمد بن جبير عنه، فإنه ثقة.
وأما قولكم: إن اضطرب فيه ... إلى آخره - فقد اتفق ثلاثة من الحفاظ - وهم: ابن إسحاق عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار: على وهب بن جرير، عن أبيه، عن ابن إسحاق: أنه حدث به، عن يعقوب بن عتبة، وجبير بن محمد، عن أبيه، وخالفهم أحمد بن سعيد الرباطي فقال: عن وهب بن جرير، عن أبيه: سمعت يحدث، عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة، جبير، فإما أن يكون الثلاثة أولى، وإما أن يكون يعقوب رواه عن جبير بن محمد، فسمعه منه ثم سمعه من ابن إسحاق، جبير نفسه، فحدث به على الوجهين.
وقد قيل: إن الواو غلط، وإن الصواب:" عن عن يعقوب بن عتبة، جبير بن محمد، عن أبيه"، والله أعلم.
وأما قولكم: إنه اختلف في لفظه، فبعضهم قال "ليئط به"، وبعضهم لم [ ص: 236 ] يذكر لفظة "به"; فليس في هذا اختلاف يوجب رد الحديث، فإذا زاد بعض الحفاظ لفظة لم ينفها غيره، ولم يرو ما يخالفها، فإنها لا تكون موجبة لرد الحديث.
فهذا جواب المنتصرين لهذا الحديث. قالوا: وقد روي هذا المعنى، عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير حديث فقال ابن إسحاق، محمد بن عبد الله الكوفي - المعروف بمطين - حدثنا عبد الله بن الحكم قالا: حدثنا وعثمان يحيى، عن عن إسرائيل، أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة، فعظم أمر الرب، ثم قال : إن وإنه يقعد عليه، فما يفضل منه مقدار أربع أصابع-، ثم قال بأصابعه فجمعها-، وإن له أطيطا كأطيط الرحل... كرسيه فوق السماوات والأرض، الحديث.