الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1777 [ 938 ] ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=3753سهل بن حنيف ، nindex.php?page=hadith&LINKID=658785عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( nindex.php?page=treesubj&link=31022_30208_30233يتيه قوم قبل المشرق ، . . . . . . . . . . . . . . . . . محلقة رءوسهم ، يقرءون القرآن ) نحو ما تقدم .
وقوله : ( يتيه قوم قبل المشرق ) ; أي : يتحيرون ويذهبون في غير وجه صحيح ، يقال : تاه الرجل : إذا ذهب في الأرض غير مهتد . ومنه تيه بني إسرائيل . وقيل: المشرق " يدل على صحة تأويل من تأول : " قرن الشيطان " بأنهم الخوارج ، والفتن التي طلعت من هناك ، والله تعالى أعلم .
[ ص: 122 ] وقوله : ( محلقة رءوسهم ) ، وفي حديث آخر : (سيماهم التحليق) ; أي : جعلوا ذلك علامة لهم على رفضهم زينة الدنيا ، وشعارا ليعرفوا به ، كما يفعل البعض من رهبان النصارى ، يفحصون عن أوساط رءوسهم . وقد جاء في وصفهم مرفوعا : (سيماهم التسبيد) ; أي : الحلق ، يقال : سبد رأسه ، إذا حلقه .
وهذا كله منهم جهل بما يزهد فيه ، وما لا يزهد فيه ، وابتداع منهم في دين الله تعالى شيئا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدون وأتباعهم على خلافه . فلم يرو عن واحد منهم: أنهم اتسموا بذلك ، ولا حلقوا رءوسهم ، في غير إحلال ولا حاجة .
وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعر ، فتارة فرقه ، وتارة صيره جمة ، وأخرى لمة .
وقد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (من كانت له شعرة أو جمة فليكرمها) ، وقد كره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=treesubj&link=33350الحلاق في غير إحرام ، ولا حاجة ضرورية .